إن التنمية هي مقياس تطور وازدهار الشعوب لما لها من أثار إيجابية على المجتمع والفرد بصفة خاصة حيث أنه كلما كانت هناك تنمية أحسن كلما أصبح المستوى المعيشي أفضل . اذن كيف تساهم التنمية الإجتماعية في التحولات الإجتماعية؟ وماهي بعض الاستراتيجيات والخطط التي تنهجها بعض الدول في هذا الصدد؟ وما هي أثارها الإيجابية على المجتمع والفرد على وجه الخصوص؟ تلكم اذن هي الأسئلة التي سوف نحاول الإجابة عنها في موضوعنا هذا. إن للتنمية تعاريف وأنواع مختلفة ومتشعبة و كثيرة حيث أن هناك من يسميها بالتنمية البشرية وهناك من يسميها بالتنمية الإنسانية حسب الدكتور محمد نجيب بوليف،إذن هي زخم من المفردات التي تعبر عن التنمية التي نقصدها في مجال ما. فالتنمية الإجتماعية تساهم بشكل مباشر في التحولات الإجتماعية. فعندما نهتم بالفرد داخل المجتمع ونخلق له الظروف المناسبة للعيش بكرامة ورفاهية وحماية صحية كتعميم التغطية الصحية ودخل قار إذا كان عاطلا عن العمل وإذا كان العكس نكافئه بأجرة شهرية توفر له كل إحتياجاته الإجتماعية من سكن لائق وسيارة مريحة…إذن، هكذا يجب أن تكون التنمية الإجتماعية للسير ببعض الدول من الأفضل إلى الأحسن . فكل فرد داخل أي بلد له الحق في تعليم جيد وحماية صحية وسكن لائق…إلخ. فكل الإستراتيجيات والخطط التي تنهجها الدول في المجال الإجتماعي بخلق فضاءات إجتماعية وثقافية ورياضية وفنية… كلها سيكون لها وقع إيجابي على الفرد وبالتالي على المجتمع ، لكن بموازاة مع ذلك يجب الإستثمار في الفرد بصرف مبالغ مالية كبيرة عليه وذلك من أجل تعليمه أحسن تعليم بجودة عالية وخلق مؤسسات تعليمية مجهزة بأحدث التجهيزات التي تتماشى مع التكنولوجيات الحديثة وتواكب العصر،وكذا منحه منحة توفر له كل الاساسيات.فهذا سيكون له وقع إيجابي مباشر على المجتمع بأسره ،لأن هذا الفرد سيخدم مجتمعه الذي نشأ وتربى وتعلم فيه ،لأنه كان يحضى باهتمام وعناية خاصة من طرف وطنه.أما إذا كان العكس ،فستكون هناك سلبيات عديدة لعل أبرزها ،ما يسمى بهجرة الأدمغة. إذن لتساهم التنمية في التحولات الإجتماعية بشكل جيد وفعال ومباشر يجب وضع خطط محكمة تجعل الفرد في قلب العملية التنموية لتعرف المجتمعات تحولات إيجابية تسير بيها نحو غد أفضل وبالتالي ستزدهر أيما إزدهار ويعيش أفرادها في رخاء ورفاهية وبعد هذا سنتحدث عن التنمية الإقتصادية لأن التنمية الإجتماعية تساهم في خلق تحولات إجتماعية وبالتالي تنمية إقتصادية وهذه الأخيرة ستعود بالنفع على الدولة التي نهجت سياسة القرب من الفرد وإشراكه في جميع المشاريع الإجتماعية. * أستاذ وطلب باحث