[email protected] منذ أيام كنت وبعض أصدقائي جالسين في المقهى اقتربت منا امرأة نعرفها ..المسكينة تتحدث كثيرا لهذا يحاول كل من يعرفها أن يتحاشاها...لا اعرف عنها الكثير لكني دائما احترمها لأنها اكبر مني...تحدثت معنا وأخبرتنا عما يحصل لها وما يقع لها هذه الأيام أضحكتنا بعفويتها...الكثيرون يعرفون مثلي هذه المرأة فهي مناضلة وشاعرة أو هكذا تعتقد المسكينة نفسها. حين ذهبت تحدثنا عنها... سالت الإخوان الجالسين معي قالوا بأنها مريضة نفسيا حكوا عنها الكثير لكن أمرا واحدا صدمني وأحسست بالدنيا تدور ولو لم أكن جالس على الكرسي وكنت بدلا من ذلك واقف لسقطت أرضا من هول الصدمة...لقد علمت انه ليس لها من يصرف عليها فقد كانت المسكينة في مستشفى نفسي بالحسيمة ساعة وقوع الزلزال ولم تجد من يحضرها من هناك...وعلمت أنها في بعض الأحيان تقودها الفاقة لان تقترض من البعض لكي تقضي أمورها... تخيلت أن يحصل لا قدر الله هذا لأختي فلا تجد مأوى يؤويها.. لم استطع حتى التفكير بذلك لأني أفضل ألف مرة أن اسرق وادخل السجن على أن اترك أختي تستعطف الناس لكي يقرضوها مائة درهم... حين سمعت كل هذه الأشياء عن هذه السيدة المسكينة تأسفت لحالها وهناك ألاف ومئات الآلاف مثلها تماما نساء وصلن من الكبر عتيا ولم يجدن لهن معيل وهناك من عملت منهن لتضمن لها قوت اليوم وأخرى فضلت بيوت الجمعيات الخيرية. لا اعرف كيف أني فكرت آنذاك في عيد المرأة وفي الجمعيات التي احتفلت بعيد المرأة وتم إهدار المال من اجل الاحتفال بينما هناك نساء هن في حاجة إلى كل سنتيم تم تبذيره...لكن لم يكن تذكري لعيد المرأة بهذا الصدد بل لان هناك علاقة وطيدة بين العيد وهذه المرأة...فللأسف كان أخاها يحتفل بكل نساء الناظور في يوم العيد...احتفل بكل امرأة في احتفال ضخم ولم يتذكر أخته ولو بكلمة...صعقت حقا حين علمت انها أخته... وصعقت اكثر حين قيل لي انه اخذ كل ما تملكه...وتذكرت كيف كان يقول انه يجب إنصاف المرأة...أي إنصاف تتحدث عنه يا نصف إنسان بل انك أبدا لست إنسان...أتعرف أن كل واحد يضع يده في يدك لهو اكبر مجرم في الناظور وأنا نادم ندم شديد لأني وضعت يدي في يدك يوم عيد المرأة يا من دنست هذا العيد...لن أقول اسمك ليس خوفا منك بل لكي لا اصدم الكثيرين فيك فيرجمونك في عقولهم كما رجمتك.