في وقت يلهث به العالم لمكافحة فيروس كورونا المستجد الذي أصاب عشرات الملايين، أعلنت كوريا الجنوبية وفاة العشرات بعد تلقيهم لقاحا ضد الإنفلونزا ضمن حملة تطعيم حكومية. ومع اقتراب حلول الشتاء، تحث الحكومات مواطنيها على التطعيم ضد فيروس الإنفلونزا الذي تتشابه أعراضه مع كورونا، لتقليل الإصابة بالمرض الشائع الذي يزيد انتشاره في هذا الفصل. لكن في كوريا الجنوبية، تصاعد القلق العام حيال سلامة تطعيمات الإنفلونزا بعد وفاة ما لا يقل عن 48 شخصا في أكتوبر الجاري، إثر تلقيهم التطعيمات. كما تم التخلص من نحو 5 ملايين جرعة خلال شهر سبتمبر الماضي، بعدما تُركت في درجة حرارة الغرفة، في حين كان ينبغي وضعها في مبردات. إلا أن السلطات قالت إنها لم تجد صلة مباشرة بين الوفيات وجرعات التطعيم، وسعت لطمأنة مواطنيها على سلامة اللقاح المضاد للإنفلونزا، المرض الذي يتسبب في ما لا يقل عن 3 آلاف وفاة سنويا في أنحاء كوريا الجنوبية. وقال وزير الصحة باك نيونغ هو خلال إفادة صحفية: "فوائد التطعيم أكبر بكثير من آثاره الجانبية، وهذا أمر متفق عليه بين خبراء منظمة الصحة العالمية والخبراء المحليين والأجانب". وحثت سيول مواطنيها على التطعيم ضد الإنفلونزا في الحملة الحكومية المجانية، والحد من فرص حدوث تفش يتزامن مع المعركة ضد فيروس كورونا. وكان ما يقترب من 1500 من كبار السن قد توفوا العام الماضي خلال 7 أيام من تلقيهم لقاح الإنفلونزا، لكن الحكومة قالت إن هذه الوفيات لا علاقة لها بالتطعيمات. ومن جهة أخرى، أوقفت سنغافورة مؤقتا استخدام لقاحين للإنفلونزا كإجراء احترازي، بعد وفاة العشرات ممن تلقوها في كوريا الجنوبية، لتصبح من أوائل الدول التي أعلنت علانية وقف استخدام اللقاحات. قالت وزارة الصحة وهيئة العلوم الصحية في سنغافورة في بيان، الأحد، إنه "لم يتم الإبلاغ عن أي وفيات مرتبطة بالتطعيم ضد الإنفلونزا في البلاد حتى الآن، لكن قرار وقف استخدام اللقاحين كان احترازيا. وتابع البيان أن هيئة العلوم الصحية "على اتصال بالسلطات الكورية الجنوبية للحصول على مزيد من المعلومات، حيث إنها تحقق لتحديد ما إذا كانت الوفيات مرتبطة بلقاحات الإنفلونزا". وأكدت قالت السلطات الصحية في سنغافورة أن لقاحين آخرين للإنفلونزا قد يستمر استخدامهما.