قدم خبير في علم الأوبئة معطيات تفيد بأن التوقعات كانت تشير إلى أن استمرار انتشار فيروس كورونا في منحى تصاعدي بعد الارتفاع الكبير لعدد الإصابات المسجل في أواسط يوليوز الماضي سيؤدي إلى انهيار المنظومة الصحية. محمد أمين برحو، أستاذ علم الأوبئة بكلية الطب والصيدلة بفاس، قال في ندوة نظمتها مؤسسة عبد الكريم الخطيب للفكر والدراسات، وجمعية أطباء العدالة والتنمية، مساء الخميس، إن استمرار الإصابات في منحى تصاعدي خلال شهر يوليوز كان يعني الوصول إلى 22 ألف إصابة في الأسبوع الرابع من غشت. وسُجلت في الأسبوع الثاني من شهر يوليوز (من 13 إلى 19 منه) 1491 إصابة بفيروس كوفيد-19، وارتفع عدد الإصابات في الأسبوع الثالث إلى 3042 إصابة؛ وفي الأسبوع الرابع من الشهر نفسه قفز عدد الإصابات إلى 5259 إصابة مؤكدة. استمرار الإصابات في هذا المنحنى التصاعدي كان يعني، حسب التوقعات التي قدمها محمد أمين برحو، ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا كمعدل أسبوعي إلى 7000 في الأسبوع الأول من غشت، ثم إلى 10500 في الأسبوع الثاني منه، وإلى 15 ألفا في الأسبوع الثالث؛ ليقفز عدد الإصابات إلى 22 ألفا في الأسبوع الرابع من الشهر نفسه. وأضاف المتحدث ذاته أن تسارُع عدد الإصابات ابتداء من الأسبوع الثاني من شهر غشت كان مثيرا للقلق، ولو استمر الوضع كما كان فإن التوقعات كانت تشير إلى أن عدد الحالات الحرجة سيصل إلى 540 حالة في الأسبوع الرابع من شهر شتنبر الجاري، "ما سيجعلنا نصل إلى انهيار المنظومة الصحية". وتشير المعطيات الرقمية التوقعية التي قدمها الخبير المغربي في علم الأوبئة إلى أن عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا كان سيصل، كمتوسط، إلى 370 حالة وفاة في الأسبوع الرابع من شهر غشت، لو استمر تسارع الإصابات بنفس القوة المسجلة في أواسط يوليوز، ليقفز إلى 1240 حالة وفاة في الأسبوع الرابع من شهر شتنبر الجاري. وأردف المتحدث بأن وضع الوباء في المغرب حاليا يوجد في "مُنحنى مسطّح"، وهو ما اعتبره عاملا إيجابيا رغم أن المنحنى في الأصل مرتفع بعد أن تجاوز عدد الإصابات بالفيروس تسعة آلاف إصابة في الأسبوع الأخير من شهر غشت الماضي، لافتا إلى أن استقرار المنحنى سيُمكّن من الاتجاه به نحو الانخفاض مستقبلا، غير أن هذا يقتضي استمرار اليقظة وتعزيز الجهود المبذولة لمحاصرة الوباء. في هذا الإطار، أكد محمد أمين برحو أن النجاح في محاصرة الوباء وخفض ضحاياه مرتبط بمدى الالتزام بالإجراءات المتخذة للحد من انتشاره، منبها إلى أن "أي تراخٍ أو استسهال لخطورته يمكن أن يجعله يعود بقوة"، وتابع: "يجب أن تستمر إجراءات محاصرة الوباء وتدعيمها، وبعد أسبوع أو أسبوعين يمكن أن يكون هناك انخفاض في انتشاره".