ارتفاع معدلات الجريمة بالناظور عصابات تنفذ اعتداءات بالأسلحة البيضاء وبنادق صيد وعريضة تطالب باستتباب الأمن أثار «الاختلال الأمني» الذي تشهده الناظور في المدة الأخيرة، قلقا متزايدا لدى شريحة واسعة من المواطنين، وذلك بعدما سجلت معدلات الجريمة أرقاما مخيفة، متمثلة في عدد الاعتداءات التي يتم اغلبها باستعمال الأسلحة البيضاء وبنادق صيد، كما سجلت حوادث متوالية لاعتراض سبيل المواطنين في واضحة النهار تحت التهديد بالسيوف والماء الحارق. ونقلت عريضة وزعت خلال الأسابيع الماضية للمطالبة باستتباب الأمن بالمدينة وضواحيها جانبا من المخاوف التي يقول السكان إنهم أصبحوا يعيشونها في ظل وضع انعكس بشكل سلبي على حياتهم وأنشطتهم اليومية، وناشدوا من خلالها المذكورة الأجهزة الأمنية في المدينة بالتدخل العاجل من أجل وقف نشاط شبكات الجريمة في المنطقة. واعتبر الموقعون على العريضة ذاتها، أن العديد من الأحياء الهامشية منها والواقعة وسط المدينة تعيش في الفترة الأخيرة على إيقاع سلسلة اعتداءات تحت وطأة التهديد بجميع أنواع السلاح الأبيض عن طريق النشل والضرب والجرح العمدين بغرض السرقة والقتل. وفي السياق ذاته، أكدت معدلات إحصائية حصلت عليها «الصباح» تعرض مجموعة من المواطنين منذ مطلع شهر فبراير الماضي إلى عدة حوادث بمناطق متفرقة من المدينة، اغلبها بدافع السرقة بالعنف، كما سجلت حالات وفاة بين الضحايا وأصيب آخرون بجروح متفاوتة الخطورة بعد طعنات تلقوها بواسطة أسلحة بيضاء من لصوص أو أفراد عصابات إجرامية، غالبا ما يكونون تحت تأثير حبوب الهلوسة. وخلال الأسابيع الماضية، أثارت حوادث اعتداء كثيرة المزيد من المخاوف بالنظر إلى استعمال السيوف والأقنعة في عمليات سرقة محلات تجارية ومنازل واعتراض سبيل سائقي سيارات في الطريق العمومية والسطو على ممتلكاتهم بالقوة. وروت مصادر «الصباح» كيف تعرض عدد من الضحايا خلال الأيام القليلة الماضية لاعتداءات استعمل خلالها الجناة الغاز المسيل للدموع “كريموجين” وأسلحة بيضاء في مناطق تقع وسط المدينة، منها الكورنيش، والحي الإداري، وحي الريكولاريس، وايشوماي، ولعري الشيخ، كما لوحظ خلال هذه الحوادث اعتياد أفراد العصابات التنقل بسيارات مزورة أصبحت تجوب المنطقة بحرية مثيرة لكثير من علامات الاستفهام. وفي المنحى نفسه، تناقلت مصادر محلية بكثير من السخرية تعرض عناصر أمنية داخل احد أحياء وسط المدينة للسب والشتم والصفع من قبل بعض الشبان الذين تدخلوا لمنعهم من اعتقال صديقهم، وأكد شهود عيان أن الواقعة تعبر بجلاء عن التخبط والاختلال الأمني الذي تعيشه الناظور في المدة الأخيرة. وكشفت المصادر ذاتها، أن رجال الأمن اضطروا لمغادرة المكان للإفلات من تهديد الأشخاص الذين ظلوا يلوحون بأسلحة بيضاء في وجوههم، متبجحين بقدرتهم على حماية صديقهم واستخفافهم بالعناصر الأمنية المذكورة. ومن جهتها، تقول مصادر مسؤولة، إن الحديث عن انفلات امني يبقى كلاما مبالغا فيه، ولا يعود بالضرورة إلى تقاعس العناصر الأمنية عن أداء واجبها تجاه المواطنين، معتبرة أن الوضع المسجل في المدة الأخيرة هو ظاهرة عابرة، تجد مسبباتها في عدة عوامل، منها ارتفاع عدد الأحياء الهامشية التي أصبحت تحيط بالمدينة من جميع الجوانب واختلال التوسع الجغرافي، بالإضافة إلى أسباب أخرى اجتماعية واقتصادية. عبد الحكيم اسباعي (الناظور)