بعد إعلان منظمة الصحة العالمية فيروس "كورونا" وباء عالميا، وأمام تزايد أعداد المصابين بالفيروس المستجد بإيطاليا التي تضم عددا مهما من الجالية المغربية، دخل الجيش المغربي على الخط لتوفير الدعم للطب المدني لمواجهة هذا الفيروس، الذي خلف 125,972 ألف إصابة و4630 وفاة حتى الآن. وحسب المعطيات المتوفرة، تحول مطار بن سليمان العسكري إلى مستشفى ميداني لاستقبال الحالات القادمة من خارج المغرب والمحتمل إصابتها بفيروس "كورونا"، حيث توافد كبار جنرالات الجيش على المطار العسكري للوقوف على سير أشغال تشييد وتجهيز المستشفى الميداني العسكري، كما تم استدعاء عدد من الأطباء والممرضين والأطر الصحية المتخصصة، للوقوف على سير تجهيزات المستشفى الذي سيكون جاهزا لاستقبال الحالات القادمة من بؤر الوباء والمشتبه في إصابتها بفيروس "كورونا". وكان محمد اليوبي، مدير الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، قد صرح في لقاء مع لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، أن المغرب ما يزال إلى حدود اليوم في المرحلة الأولى من انتشار الفيروس، التي يمكن أن يسجل فيها حسب التقديرات، حوالي 200 حالة محتملة، منها 50 حالة مؤكدة. أما في المرحلة الثانية فيمكن أن يسجل عدد مهم من الحالات قد تصل إلى 2000 حالة محتملة، من بينها 500 حالة مؤكدة. وفي المرحلة الثالثة، يمكن أن تسجل 10000 حالة مؤكدة لفيروس "كورونا"، وستكون بسبب عدوى جماعية. وسيمكن هذا المستشفى الميداني، من التحكم في الإصابات والحالات المشتبه إصابتها بالفيروس، والذي يتميز بعدد من الخصوصيات، كونه يتواجد بعيدا عن المجال الحضري وبعيدا عن التجمعات البشرية لكونه يتمركز في منطقة معزولة، وهذا المعطى سيساعد الأطقم الطبية المتخصصة للتحرك بعناية فائقة في فضاء المطار دون حواجز، وقد أثبتت التجارب أن الجيش المغربي يعتبر رائدا في مجال الطب العسكري الميداني، بفضل أطره الطبية الكفؤة من خلال تشييده مستشفيات ميدانية عسكرية تضم جميع التخصصات المطلوبة في عدد من الدول الإفريقية والعربية. يشار إلى أن المغرب منذ سنة 1993 شيد حوالي 11 مستشفى ميداني عسكري في 10 بلدان إفريقية، في إطار العمل الأممي أو في إطار الشراكة الثنائية مع هذه البلدان، ويتعلق الأمر بالصومال-مقديشيو والسنغال، برازافيل والكونغو، والنيجر، والغابون ،وتونس، والكونغو برازافيل، ومالي، وغينيا كوناكري، وغينيا بيساو،وجنوب السودان. الأردن، غزة، وقد وفرت المستشفيات العسكرية المغربية أزيد من 530 ألف مساعدة طبية لعدد من المرضى و المصابين.