نظمت شعبة الدراسات الإسلامية بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور بدعم من المجلس العلمي المحلي لإقليمالناظور ندوة علمية دولية في موضوع: ” كتاب الموطأ: أصوله المعرفية والمنهجية وأثره في العلوم الإسلامية”، وذلك بتاريخ الثلاثاء والأربعاء 23/24 صفر 1441 ه الموافق لِ 22/23 أكتوبر 2019م بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور. تم الإعلان عن بداية فعاليات الندوة بجلسة افتتاحية ترأسها الأستاذ عبد الحميد يويو، وافتتحت بآيات بينات من الذكر الحكيم. قبل أن يتناول الكلمة السيد يوسف مكتوم كاتب عام جامعة محمد الأول بوجدة ألقاها نيابة عن رئيس الجامعة رحب فيها بالأساتذة وكافة الحاضرين، وهنأ اللجنة المنظمة للندوة الدولية، كما أكّد خلالها على أهمية الموضوع؛ حيث يشكل الموطأ أهم مصدر من مصادر الفقه المالكي الذي هو أحد ثوابت المملكة، مستحضرا عناية المغاربة بالموطأ نشراً ودراسة. وفي كلمته رحب السيد عميد الكلية المتعددة التخصصات بالناظور الدكتور علي ازدي موسى بالحاضرين والمحاضرين وثمن جهود المنظمين، وأشار إلى أهمية دراسة الموطأ الذي اعتنى بها المغاربة منذ الدولة الإدريسية الشريفة. وفي الصدد ذاته تناول رئيس شعبة الدراسات الإسلامية الدكتور عبد المغيث الجيلاني كلمة افتتاحية أكّد فيها على أهمية الموطأ بين كتب الحديث، وعلى مكانة الإمام مالك عالم أهل المدينة الذي كانت تضرب إليه أكباد الإبل بين الفقهاء، مذكّرا باهتمام العلماء على مرّ التاريخ بدراسة الموطّأ والعناية به عناية فائقة. وختم كلمته بشكر الحاضرين وإلقاء قصيدة رثائية لفقيد الكلية الدكتور ميمون الحرشاوي الذي وافته المنية قبل أيام. وبدوره تناول الكلمة الدكتور جمال علال البختي رئيس مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية شكر خلالها المنظمين والحاضرين، قبل أن يؤكّد بدوره على أهمية الموطأ وصاحبه وضرورة الاعتناء به من قبل المتخصّصين والباحثين. وبعد ذلك جاءت كلمة السيد رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليمالناظور الأستاذ ميمون بريسول التي رحّب من خلالها بالحاضرين وشكر المنظمين، و أكّد على انخراط المجلس العلمي بشراكة رسمية مع عمادة الكلية وشعبها ومختبراتها البحثية مشاركا ومساندا و داعما لأنشطتها؛ وذلك في انفتاح على محيطه الخارجي والتجاوب مع هذه المؤسسة العلمية التي أضحت نورا يضيء إقليمالناظور والحسيمة والدريوش، مؤكّدا في ذات السياق على دعم المجلس لخدمة هذه المعرفة الجادة التي هي مدخل صحيح لإحداث التغيير المنتظر في سياق الحديث عن النموذج التنموي الجديد، إذ لا مطمح في نجاح نموذج تنموي في ظل فشل التعليم. ونوّه الأستاذ بريسول بهذه الندوات العلمية المنفتحة على حقول المعرفة المختلفة، من قبيل الكلام على الموطأ في هذه الندوة، ومن قبله شهدت الكلية محاضرات حول منهجية دراسة الحديث، والاهتمام بالدراسات القرآنية وغيرها، لأن المعرفة الشرعية من شأنها حفظ هذه الأمة حتى تستعيد وهجها الحضاري حسب السيد رئيس المجلس العلمي. واختتمت الجلسة الافتتاحية بكلمة منسق الندوة الدكتور عبد الله التوراتي تحدث خلالها عن السياق الذي جاءت فيها هذه الندوة والمراحل التي قطعها الإعداد لها، ثم ذكر أهداف الندوة ومقاصدها، وختمها بشكر المنظمين والحاضرين والمدعمين. وفيما يتعلق بالجلسات العلمية ومداخلاتها، فإن الجلسة العلمية الأولى التي تمحورت ورقاتها حول: “أصول الموطأ المعرفية وفرادته المنهجية”، فقد شهدت مداخلة الدكتور محمد السايح من جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس- سايس، تحدّث فيها عن منهج الإمام مالك في رواية أحاديث الموطأ ونقد بعض محاولات التفكيك، وبيّن غرض مالك من التأليف وتوخيه الصحيح من الحديث، وطريقته في إيراد وتدوين الحديث بسند متصل. ثم مداخلة الدكتور عبد العزيز فارح، من جامعة محمد الأول بوجدة بعنوان: “الإمام مالك ناقدا من خلال الموطأ”، تحدث فيها عن الإمام مالك باعتباره واحدا من كوكبة المحدّثين والفقهاء والنقّاد الكبار؛ لأنه ورث علم ابن عمر وعائشة وغيرهما ومن أخذ عنهما وعن غيرهما من الصحابة وكبار علماء التابعين. مشدّدا على أن جل أهل الحديث كانوا متمكنين من أدوات النقد، ومؤكّدا على مكانة مالك عند النقاد، وذكر في هذا السياق قول ابن عبد البر: “من اقتصر على حديث مالك فقد كفي التفتيش”، ليخلص إلى أن مالكا لم يرو إلا الصحيح ولم يحدّث إلا عن الثقات.