“أموتار الملح” منطقة بقرية أركمان عُرفت لدى الناس ولازالت منذ القدم كمكان لجلب الملح، لوجود بحيرة تتجمع بها مياه الأمطار في الشتاء، سبب التسمية يعود إلى إنشاء أول معمل لإستخراج الملح على يد الإسبان الذي يضم عدة ألات ومضخات لإستخلاص الملح وتصديره إلى إسبانيا عبر بواخر كانت ترسو بميناء أركمان حيث كانت في غابر الأزمان تلج “ربحار أمزيان” ولم يتبقى إلى أطلال تستنطق العديد من الآثار القديمة التي تحكي موروث الآباء والأجداد وطرقهم في توفير مصادر الحياة الأساسية ، ومن أبرزها “أموتار الملح” وقد سبق أن تطرقنا لبعضها في مقال سابق بموقع أريفينو تحت عنوان”مآثر الإسبان تُحتضَر بقرية أركمان” وهو ماأشارنا فيه آنذاك بالصور إلى بعض ماخلفه المستعمر رغم شح المعلومات . هذا وعندما تلبس البحيرة لون البياض صيفا ففي فصل الشتاء تتحول مياه البحيرة إلى اللون الطبيعي لكن بنسبة ملوحة مرتفعة، تصل إلى حوالي نصف الكيلوغرام في الليتر الواحد، وبفعل شدة الملوحة تحولت البحيرة إلى “حقول” يستخرج منها سنويا مئات الأطنان من الملح. ورغم طريقة إستخراج الملح التقليدية فإن البحيرة تشكل مصدر رزق لعشرات الأفواه، وإن كان العمل بها شاقا يتطلب جهدا وصبرا كبيرين، كل ذلك مقابل دراهم معدودة في اليوم، في حال كان محصول الملح المستخرج كبيرا حسبما يقول العاملون في استخراج الملح من البحيرة. وقد باتت البحيرة مصدر رزق مزدوج، باطنها يجود بالملح على سكان المنطقة وظاهرها يغري الزوار، ولعل ذلك ما يجب أن يدفع المشرفين على المشاريع بالمنطقة إلى الإهتمام بها ورد الإعتبار لها. وارتباطا بعنوان الموضوع،فإن الالاف من الطيور المهاجرة تحد رحالها في اركمان للاستمتاع بمياهها وأجواء بحيرتها، التي تقع ضمن أهم مسارات هجرة الطيور في اقليمالناظور والمغرب على حدا سواء، وتعتبر اركمان مركزا مهما لراحة الطيور المهاجرة وتزودها بالطاقة، في رحلتها السنوية التي تمتد لآلاف الكيلومترات من أوروبا وآسيا إلى أفريقيا وبالعكس. ويوفر الملح المتراكم في سبخات اركمان أثناء موسم الجفاف بيئة مثالية لتكاثر أنواع نادرة من الطيور، حيث عادت اجناس كبيرة من الطيور واتخذت من السبخات مكاناً لتكاثرها ..