أجهزوا على الزوج بالضرب والطعن وقيدوا الزوجة وخنقوها أمام طفليها وسطوا على أموال ولاذوا بالفرار أمرت النيابة العامة لدى استئنافية القنيطرة بإيداع ثلاثة أشخاص رهن الحبس الاحتياطي، في انتظار إحالتهم على قاضي التحقيق، لتورطهم في قتل زوجين، كانا يشتغلان في إحدى ضيعاتهما بالشمال. علم من مصدر موثوق أن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة وجه إلى قاضي التحقيق مطالبة بإجراء تحقيق في مواجهة ثلاثة أشخاص، ارتكبوا جريمة قتل مزدوجة، ذهب ضحيتها زوجان بمنطقة «زومي» ضواحي مدينة وزان. وكان المتهمون وضعوا خطة لقتل الزوجين أمام أنظار أطفالهما، بغرض الاستيلاء على أموال ضخمة يشتبه في أنها من عائدات الاتجار في المخدرات. وكانت الضابطة القضائية للدرك الملكي أجرت أبحاثا مكثفة في جريمة القتل البشعة التي تعرض لها الزوجان، وتبين أن ثلاثة أشخاص كانوا يشتغلون لدى الضحيتين لمدة طويلة، وراء ارتكابها. وقد تم إلقاء القبض عليهم في ظرف زمني قياسي في سيدي قاسم وزومي، قبل تقديمهم إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة من أجل استكمال البحث في أطوار وملابسات الجريمة. وكلفت عناصر الدرك الملكي بزومي بإجراء البحث في النازلة بعد تلقي قائد المركز مكالمة هاتفية تخبرها بعثور عائلة الزوج على جثته رفقة زوجته بمنزلهما الكائن بدوار بني كولش، وبعد الانتقال بأمر من النيابة العامة إلى المنزل تمت معاينة جثتي الهالكين، اللذين خلفا وراءهما طفلين. وكشفت التحريات التي باشرتها عناصر الدرك الملكي المتورطين الفعليين في الجريمة، وتبين أنهم ثلاثة أشخاص، كانوا يشتغلون في حقل يملكه الزوجان. وبدأ البحث بالاستماع إلى والدة الزوج المقتول وابنها اللذين اكتشف الجريمة وأبلغا عنها، فصرحت للباحثين بأنها جاءت لزيارة ابنها في بيته، وعندما طرقت الباب لم يجبها أحد، فبدأت تشك في أن شيئا غريبا قد وقع، وهو الأمر الذي جعلها تنادي على ابنها الآخر، وتطلب منه فتح الباب بالقوة. وفي تلك الأثناء، كانت صدمة الجميع كبيرة، بعد العثور على جثة الزوجة ملقاة على الأرض وهي مكبلة اليدين والرجلين وبجانبها ابناها الصغيران يبكيان. ولم تكن الضحية تحمل أي آثار للدماء، لأنها قتلت خنقا. وفي الطابق الثاني، عثرت الأسرة على الزوج مقتولا ومكبل اليدين هو الآخر، وكان وجهه يحمل مع خدوشا كثيرة. وصرحت أم الهالك أن ابنها كان ليلة الجريمة رفقة ثلاثة عمال، يشتغلون في إحدى ضيعاته منذ مدة طويلة، وعندما استفسر الدرك الأم عن طبيعة مزروعات الضيعة، كشفت أنها خاصة بزراعة الزيتون. وصرحت الأم أن جميع العمال يتحدرون من إقليمسيدي قاسم. وحاولت عناصر الدرك الملكي الاستماع إلى الواردة أسماؤهم في تصريحات والدة الهالك، إلا أنها لم تعثر على أي واحد منهم، لتراود الباحثين شكوك قوية وشبهات في احتمال تورطهم في الجريمة. لذلك قررت الضابطة القضائية إجراء بحث عنهم، لتتمكن من إيقافهم بعد أربعة أيام من البحث والتقصي، وذلك بتعاون مع المركز القضائي بوزان. ويتعلق الأمر بثلاثة أشخاص، أحدهم يلقب ب»قنيبيلة» اعترف للباحثين بارتكابه الجريمة رفقة الشخصين الآخرين، موضحا أنه كان يشتغل مع الضحية لمدة أربع سنوات، قبل أن يقرر استقدام رفيقيه المتحدرين من الدوار نفسه، من أجل العمل لدى الضحية البالغ من العمر 46 سنة، مشيرا إلى أنه شارك المتورطين الخمر بالطابق العلوي بحضور الضحية، الذي لم يكن يعلم أنهم يخططون لقتله بدافع سرقته. وكشف «قنيبيلة» أنه كان يعلم المكان الذي يخبئ فيه مشغله الأموال، فأخبر شريكيه في الجريمة بالأسرار المالية للهالك، واقترح عليهما قتله للسطو على أمواله. وكشف أنهم كبلوا الزوجة بواسطة الحبال أمام أنظار طفليها، وخنقوها إلى الموت، قبل أن يستولوا على أموال مهمة، ويلوذوا بالفرار، بعد أن أحكموا إغلاق الباب خلفهم. وبعد إنهاء البحث الأولي معه، اقتاد المتهم رجال الدرك الملكي إلى شريكيه، ليلقى القبض عليهما بمدينة الناظور، ويحالا على البحث. محمد البودالي