أثناء وجود الضحية داخل منزل فقيه، سمع طرق بالباب وبعد فتحه فوجئ الفقيه بوجود زوجة ابن الهالكة التي أمرته بإخراج أم زوجها من منزله بدعوى أنها تأتي عنده من أجل أن تقوم ب«السحر» وأن تلك الطلاميس التي يكتبها تقوم الضحية برميها عليها من أجل إفساد علاقتها بزوجها. وبعد اشتباك بالأيدي قامت والدة الجانية بضرب الضحية بقضيب حديدي في أنحاء مختلفة من جسدها، وفجأة استلت المتهمة سكينا وطعنت به الضحية فأصابتها بجروح غائرة أدت إلى سقوطهاجثة هامدة. كانت الساعة تشير إلى الثالثة والنصف من مساء الأحد 27 نونبر الماضي حين تلقت مصالح الدرك الملكي بسيدي حجاج اولاد امراح اتصالا هاتفيا يشعر من خلاله المتصل بحصول اشتباك عائلي بدوار الحمري جماعة سيدي حجاج، والذي لا يبعد كثيرا عن مركز بلدية اولاد امراح، وأن امرأة سقطت مغمى عليها بعد إصابتها في حادث الاشتباك، وأن إصابتها حرجة، وعلى الفور انتقلت عناصر من الدرك الملكي إلى مكان الحادث لاتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة، وعاينت عناصر الضابطة القضائية امرأة ممدة على ظهرها جثة هامدة وتحمل إصابات بالغة في الكتف الأيمن والذراع اليسرى. بحث تمهيدي يقود إلى الجانية باشرت عناصر الضابطة القضائية بحثها التمهيدي في الموضوع الذي استهلته باستفسار بعض الأشخاص ممن كانوا في مكان الحادث، وتم الاستماع إلى جارة الضحية التي كانت رفقتها، وهي شابة في عقدها الثالث، وبإرشاد منها تم التعرف على الجانية التي لم تكن سوى زوجة ابنها بالتبني، وحسب معلومات توصلت إليها عناصر الضابطة القضائية فإن الضحية تعرضت لاعتداء من طرف زوجة ابنها بمساعدة والدتها قرب منزل أحد الفقهاء المعروفين بالمنطقة بكونه يحسن قراءة الطالع ويزيل «التابعة» ويقوم بإزالة «الثقاف». وحسب مصادر مقربة، فالضحية كانت في زيارة للفقيه بعدما أحست بنوبات صرع، من أجل وضع بركة تحميها من الآلام التي كانت تلازمها، ورافقتها إلى المكان صديقة لها وجارتها التي ظلت مدة طويلة تمد لها يد المساعدة وتحمل عنها أعباء الحياة القاسية، بعد أن فارقها ابنها، الذي عاشت لسنوات تقاسي الأمرين من أجل أن يكبر وينسيها عذاب الأيام، لكن الابن بمجرد أن تزوج تغيرت معاملته لها، تفيد نفس المصادر، وتفاديا لتلك الصراعات المستمرة بين زوجته ووالدته فكر الابن في الرحيل بعيدا عن الأم، لكن المشاكل ظلت تلاحق الطرفين، فلا الأم استطاعت نسيان ابنها, ولا الابن، الذي أسس أسرة وأنجب مع زوجته طفلة عمرها ثلاث سنوات وابنا لا زال رضيعا، فكر في لم شمل أسرته، عندها أحست الأم بأن ذاك الابن الذي أفنت زهرة عمرها في السهر على تربيته فارقها دون رجعة، وكانت أغلب تلك الصراعات العائلية تنتهي في ردهات المحاكم أو تسجل بخصوصها شكايات لدى الضابطة القضائية. زيارة تقلب المواجع
في يوم27 نونبر الماضي اتجهت الضحية رفقة صديقتها نحو دوار الحمري جماعة سيدي حجاج اولاد امراح، قاصدة بيت الفقيه سعيد وهو رجل في عقده الخامس، طرقت الباب ودخلت، وأثناء تواجدها داخل منزل الفقيه سمعا طرقا بالباب، فقام الفقيه ليفتح الباب ويعرف من الطارق ففوجئ بوجود زوجة ابن الهالكة التي أمرته بإخراج أم زوجها من منزله بدعوى أنها تأتي عنده من أجل أن تقوم ب«السحر» وأن تلك الطلاميس التي يكتبها تقوم الضحية برميها عليها من أجل إفساد علاقتها بزوجها، وبعدما ثارت في وجهه قام الفقيه، حسب نفس المصادر، بإخراج الضحية حيث شرع الطرفان في تبادل الضرب، وكانت والدة الجانية تضرب الضحية بقضيب حديدي بأنحاء مختلفة من جسدها، وفجأة استلت زوجة ابنها سكينا من الحجم الصغير ووجهته نحو جسد الضحية، حيث أصابتها بجروح غائرة في الكتف الأيمن والذراع اليسرى أدت إلى قطع شرايين قلب الهالكة، وهي الجروح التي لم تقو الضحية على مقاومتها لتسقط مضرجة في دمائها وتلفظ أنفاسها الأخيرة نتيجة نزيف دموي، وقامت لحظتها صديقتها بالاتصال برجال الدرك الملكي من أجل إخبارهم بالحادث قصد محاولة إنقاذ الضحية، وبالفعل انتقلوا إلى المكان رفقة سيارة إسعاف، لكن الضحية كانت لحظتها قد فارقت الحياة. توقيف الأظناء أوقفت عناصر الضابطة القضائية الجانية ووالدتها والفقيه المشعوذ، الذي حماه رجال الدرك الملكي بعد أن قرر مجموعة من سكان الدوار المذكور رشقه بالحجارة لأنه كان سبب المأساة، وتم اقتياد الثلاثة إلى مخفر الدرك الملكي من أجل تعميق البحث والتحري، فيما تم حجز مجموعة من الكتب المتعلقة بالشعوذة تخص الفقيه وبعض لوازم عمله، وكذا حجز أداة الجريمة التي هي عبارة عن سكين من الحجم الصغير كانت قد رمتها الجانية بأرض محروثة, وعند الاستماع إلى والدتها قامت بإحضارها بعد اعترافهما أمام الضابطة القضائية، وتم وضع المعنين بالأمر تحت الحراسة النظرية إلى غاية الانتهاء من المسطرة، وتم تمثيل الجريمة يوم الاثنين الماضي، وأحيل الأظناء على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بسطات يوم أول أمس الثلاثاء بتهم القتل العمد مع سبق الإصرار بالنسبة إلى زوجة الابن، والمشاركة في الجريمة بالنسبة إلى والدتها والشعوذة وعدم تقديم المساعدة لشخص في خطر وعدم التبليغ عن جريمة يعلم بحدوثها بالنسبة إلى الفقيه.