في حفل تنصيب رجال السلطة الذي احتضنته قاعة الاجتماعات بعمالة الناظور كان عامل الإقليم السيد علي خليل قويا في إشاراته وواضحا في توجيهاته مستمدا ذلك من خطاب العرش الأخير الذي ألقاه صاحب الجلالة و الذي دعا فيه إلى البحث عن نخبة قادرة على تحمل المسؤولية و ربط المسؤولية بالمحاسبة و كذا تعزيز الإدارة بالأطر الشابة الكفأة و العمل على حسن الاختيار لهذه الأطر على هذا المسار خط عامل الإقليم خطابه الموجه لرجال السلطة بالإقليم سواء الذين حطوا الرحال لأول مرة بالإقليم أو الذين تقلدوا هذه المهام منذ زمن لذا أراد أن يزرع دما جديدا في شرايين هذه الفئة من الأطر التابعين للإدارة الترابية حين دعاهم لمواكبة أكبر مشاريع الإقليم كتهيئة بحيرة مارشيكا أو الميناء غرب المتوسط أو الحظيرة الصناعية و برنامج تهيئة الأقطاب العمرانية و توسيع مطار الناظور العروي و تجهيز الطرق و الماء الصالح للشرب و التطهير السائل و الصلب و مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية . وتعتبر المرة الأولى التي يتم فيه توجيه الخطاب لهذا الصنف من المسؤولين للعناية و السهر على مثل هذا النوع من المشاريع الكبرى مما يعني أن يتحمل المسؤولية كل ما له علاقة بالتنمية في الإدارة الترابية من أصغر مسؤول في الهرم إلى القمة ..كما كانت الإشارات قوية في التوجيه و التنبيه و تحديد الخطوط العريضة في التعامل مع المواطنين حين طالبهم بأن يضلوا قريبين من المواطنين و العمل على حسن استقبالهم و الاستماع لتظلماتهم و دراسة مشاكلهم عن قرب و إيجاد الحلول المناسبة لها مع المحافظة على حقوقهم كلما تأكدت مشروعيتها مع تغليب الصالح العام و حثهم على التحلي بالخصال و الانفتاح و الحوار و التواجد الميداني و التعاون مع جميع الشركاء المحليين و حثهم على العمل الجاد و التعاون مع جميع المتدخلين . قراءة في مضمون الرسالة التي وجهها السيد العامل نخرج بمجموعة من الملاحظات أهمها : أن السيد العامل قام بجرد لكل النقائص التي تعرفها الإدارة الترابية بالإقليم و لخصها في مضمون هذه التوجيهات و أراد إصلاح الاعوجاج . كما أنه حمل المسؤولية لهذه الفئة من أجل إعطاء صورة مشرفة للإدارة بالإقليم نتيجة التجاوزات التي عرفتها بعض المقاطعات و القيادات سابقا . رسالة لرؤساء الجماعات تقول أن هؤلاء القياد و االباشوات في مستوى من المسؤولية و كونوا أنتم كذلك . كما أن السيد العامل أراد إخراج هذه الفئة من مكاتبها و تقوم برصد الخلل في الشارع عبر مراقبة الملك العام و تجويد الخدمات و جعل القطيعة مع رجل السلطة البائد ‘ القائد الذي يحكم ‘ . من خلال تفحصنا لكلمات الخطاب نجد كلها جملا تتضمن لفعل الأمر و النهي و لكن بعبارات مباشرة و صريحة بعيدا أن أسلوب المراوغة بل فيه توجيه مباشر و صريح. السيد العامل لم يلتزم بأسلوب المحاباة الذي يشكر و ينوه و يكثر من جمل الإطراء بل أمر و دعا ثم نهى و نبه و حذر و طالب و أكد و هي دلالات قوية على أنها ترسم لنفس النهج الذي سطره صاحب الجلالة في خطبه الأخيرة التي تتميز بالنقد البناء و الهادف بعيدا عن الانتقاد و التجريح.