احتفاء بحجاجنا الميامين الذين وفقهم الله تعالى لأداء فريضة الحج لموسم 1440ه/2019م وكما هي السنة والعرف عند أهل المغرب، احتفل المجلس العلمي بالناظور والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بالأفواج الأولى التي ستغادر من مطار العروي بالناظور متجهة مباشرة الى المدينةالمنورة يوم الجمعة 19 يوليوز الجاري ابتداء من الواحدة زوالا. اختير ان يكون هذا لحفل مبكرا (الاحد 14 يوليوز 2019م) وبمسجد محمد الخامس الذي تتلقى به الافواج تكوينهم وتدريبهم منذ ازيد من 4 أشهر، ليتزودا أكثر من زاد التقوى والمعرفة والتوبة النصوح، وهو الزاد الذي يحتاجه كل حاج وحاجة ليكمل مناسكه وشعائره بكليتها حتى يرجع كيوم ولدته امه. حجت الى الحفل جموع من المؤمنين والمؤمنات الذين تكونت منهم تظاهرة ايمانية وربانية ليلقوا نظراتهم على سحنات هؤلاء الذين قريبا سيكونون في ضيافة الرحمان بمكة والمدينة وبمنى وعرفات، وما زاد هذا الجو عبقا وشذى والمحفوف بملائكة الرحمان علماؤنا وأيمتنا وخطباؤنا ومرشدون ومرشدات وكل المؤطرين والمؤطرات، المرافقين للحجاج، هؤلاء الذين يعول عليهم في تاطير ومواكبة الحجاج اثناء أداء المناسك. وقد كان الحفل الرائع المنظم اليوم مناسبة لربط المزيد من الاتصال والتواصل مع الحجاج. ولذلك قام كل مؤطر كمسؤول على فوج من 50 حاجا يراجع مع مجموعته ما يتعلق بالأمور الإدارية والسلوكية، وتأهيلهم لمعرفة الظروف العامة التي يمر فيها موسم الحج. وهناك مستجدات مهمة وعلامات راشدة تقوم بها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لمساعدة حجاج بيت الله الحرام لإتمام ركنهم الأعظم، منها: تسهيل وثائق السفر ونوعية محافظ اليد واللباس وغيرها، وأهمها هذا التفويج الذي يصبح معه كل مؤطر مسؤولا على أقل من 50 حاجا، يرافقهم ويواكبهم، ويرشدهم ويعلمهم منذ الاستعداد للسفر في بلدهم مرورا بأماكن اقامتهم بالمدينةالمنورة ومكة ومنى وعرفات الى يوم رجوعهم الى بلدهم. وهذه خطوة مثمنة تتضمن كثيرا من الرموز والدلالات على حسن تدبير هذه الفريضة. ومما لا شك يكون لها ما بعدها مما يعد تسهيلا لمأمورية حجاجنا وحاجاتنا في البقاع المقدسة. وأثناء الحفل تحدث السيد المنوب الإقليمي للشؤون الإسلامية والسيد رئيس المجلس العلمي وعلماء أعضاء المجلس العلمي ومؤطرو الحجاج موضحين أهمية التزود بالمعرفة والسلوك والانضباط والتخلق بالحلم والصبر والانضباط، لأنها صفات إسلامية حقيقية وإنسانية مؤسسة للأهداف النبيلة التي ترمي اليها كل عبادة خاصة ركنية الحج التي بأدائها والقيام بها على أحسن وأكمل وجه يتم بناء صرح الإسلام القائم على خمسة أركان. وأجمعت كلمات السادة العلماء على ضرورة تشبت الحاج بهويتهم ووطنيتهم بأن يكونوا خير رسل وخير سفراء لقيم امتهم ووطنهم المبنية على العقيدة السنية الصحيحة والتسامح والتعايش واحترام الاخر بنية التعارف التي امر بها القرآن الكريم في قوله سبحانه: « يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنث۪يٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوباٗ وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۖ». فقد عرف عن المغاربة انهم شعب النضال والشجاعة والكرم والسخاء والحياء، عرف عنهم حبهم لدينهم ولوطنهم ولملكهم، لأنهم أبناء صلحاء وعلماء وفضلاء يتمثلون دائما أينما حلوا وارتحلوا تقاليدهم وعاداتهم وطقوسهم ينهجون سير آبائهم واجدادهم وملوكهم؛ هم أبناء عقبة وموسى بن نصير وطارق بن زياد ويوسف بن تاشفين ومحمد الخامس والحسن الثاني، وهم اليوم أبناء أمير المؤمنين محمد السادس. المغاربة أينما وجدوا يتقمصون اخلاق ونبل هذه الشخصيات العظيمة. وبعد ان ختم الحفل التواصلي التوادعي بالدعاء الصالح توجهت جموع الحجيج ومرافقوهم من مؤطرين ومودعين وعلماء الى معرض السيرة النبوية المقام داخل خيمة عريضة على كرنيش الناظور، في زيارة سريعة دامت حوالي 40 دقيقة شاهدوا فيه البقاع المقدسة من الحجاز ووقفوا على مشاهد ومآثر مصورة ومجسمة من مثل الكعبة المشرفة والمسجد النبوي وأحد وغار حراء وموقعة بدر الكبرى ومنى وعرفات وحجرات الني صلى الله عليه وسلم وبيت عائشة والخندق ومحيط المدينة ومساجد أخرى، وقفوا عندها وقفة تأمل وتفكر يترسمونها في مخيلتهم قبل ان يحضروا إليها عيانا. وكانت هذه الوقفة مصحوبة بشروح مختصرة قصد الفهم والبيان. وهذا المعرض ينعقد في دورته الثانية الى يوم 22 يوليوز 2019 بمناسبة احتفالات الشعب المغرب بالذكرى 20 لتربع مولانا امير المومنين جلالة الملك محمد السادس على عرش اسلافه الميامين. وتجتهد جمعية كافل اليتيم بتنسيق مع المجلس العلمي بالناظور ومندوبية الشؤون الإسلامية بالقيام على شؤونه وتدبيره. ويعرف اقبالا كبيرا من الزوار خاصة في الفترة المسائية التي تبتدئ من السادسة مساء الى منتصف الليل. وبعد هذه الجولة في الاحداث المهمة ومن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسيرة صحابته رضوان الله عليهم، توودعت جموع الحجيج على وقع دعوات بالحفظ والتيسير والسلامة والغنيمة وترديد نشيد التلبية، فحفظ الله حجاجنا وزودهم البر والتقوى، ووقاهم الشر وقبل حجهم ووجههم في الخير وكفاهم الهم.