بعد أن كانت استنطقت عشرة متهمين، خلال جلستين سابقتين، واصلت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية مراكش الاستماع إلى 8 متهمين آخرين في ملف جريمة مقهى «لاكريم» حيث تمت محاولة اغتيال الملياردير الريفي الفشتالي، قبل أن ترجئ استنطاق المتهم الوحيد المتبقي إلى جلسة الثلاثاء المقبل (25 يونيو الجاري)، ويتعلق الأمر بالمتهم «الصديق, ر»، المتابع في حالة اعتقال ب»المشاركة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والمشاركة في محاولة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والدخول في عصابة إجرامية منظمة، وإخفاء أشياء متحصلة من جريمة يعلم بظروف ارتكابها، والاتجار في المخدرات…»، وقد جاء التأخير بعد تأكيده للمحكمة بأنه غير جاهز للاستنطاق، لعدم فهمه للتصريحات التي أدلى بها المتهمون المستنطقون، خلال جلسة أمس، بسبب عدم إتقانه للغة العربية. وفيما لم يتم الاستماع إلى المتهمة الوحيدة في الملف، وتُسمى «خديجة.م» (45 سنة)، المتابعة في حالة سراح بتهمة الفساد، على خلفية قضائها ليلة مع أحد المتهمين المعتقلين في القضية نفسها بمنزل عائلته بحي «سوكوما» بمراكش، استنطقت المحكمة، خلال جلسة أمس، متهما ينحدر من الناظور، يُدعى «عبد الجديد. ب» (35 سنة)، كان يعمل مديرا لوكالة القرض الفلاحي «الساقية الحمراء» بالمدينة نفسها، قبل أن تم توقيفه احترازيا عن العمل من طرف الإدارة المركزية للبنك، بعد حوالي شهر ونصف من وقوع الجريمة، ويتابع، في حالة اعتقال، في الملف نفسه، بجناية «المشاركة في إخفاء أشياء متحصلة من جريمة»، وبجنحتي «إدخال معطيات في نظام المعاجلة الآلية عن طريق الاحتيال، وتزوير محررات بنكية وتجارية واستعمالها، وتزوير شيكات واستعمالها»، على خلفية اتهامه بالتورط مع «محمد.ف»، ابن عم مالك مقهى لاكريم، الذي تسلم منه 6 ملايير سنتيم، أياما قليلة قبل الجريمة، وفتح حسابات بنكية في اسم أربعة أشخاص، بدون علمهم، مكتفين بتسليمه بطاقات تعريفهم الوطنية، قبل أن يحصل على دفاتر الشيكات، ويقوم لاحقا بسحب المبالغ. كما استنطقت المحكمة مسير المقهى، «محمد.ج» (30 سنة)، المتابع في حالة اعتقال بجنايتي «إخفاء وثائق من شأنها أن تسهل البحث عن الجنايات والجنح وكشف أدلة مرتكبيها»، و»إخفاء أشياء متحصلة من جريمة يعلم بظروف ارتكابها»، بالإضافة إلى تاجر سيارات من فاس، يدعى «نجيم. أ» (35 سنة)، يوجد بدوره رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن «الأوداية»، لمتابعته من طرف قاضي التحقيق بجناية «إخفاء أشياء متحصلة من جريمة»، وجنحة «عدم التبليغ عن وقوع جناية»، على خلفية بيعه سيارة من نوع «مرسيدس» فارهة بمبلغ 78 مليون سنتيم لمتهم آخر معتقل في الملف ذاته (نجيم.ي)، المتهم بأنه كان مكلفا بمسح موقع الجريمة، وقد باع له السيارة بدون توفره على وثائقها القانونية، وهو ما أنتج قناعة لدى قاضي التحقيق بأنها من مصدر مشبوه، كما اعتبر بأن قضاءه يومين بمراكش بدعوة من المتهم الأول، قبل الجريمة، يعد قرينة على علمه بالمخطط دون أن يقوم بتبليغ السلطات الأمنية. مواطن منحدر من بني أنصار بالناظور استمعت إليه المحكمة، ويُدعى «شاكر. ق» (31 سنة)، ورّطه عمله كسائق للمتهم «نجيم. ي» طيلة الأسبوع الذي سبق ارتكاب الجريمة بمراكش، في المتابعة في حالة سراح بجنحة «عدم التبليغ»، فقد خلص قاضي التحقيق إلى أن مرافقته للمتهم إلى «لاكريم» يعتبر قرينة على أنه كان يعلم بانتمائه إلى عصابة إجرامية، مستدلا على ذلك بأنه غادر المدينة إلى الناظور في ظروف غير مفهومة، علما بأنه حضر إليها من أجل العمل كسائق، كما أن تصريحه بأنه يستهلك الماريجوانا وأنه أحضر معه كمية بقيمة 20 درهما، جرّ عليه المتابعة بجنحة أخرى تتعلق ب»استهلاك المخدرات». متهم آخر جرّه «نجيم.ي» إلى المتابعة في حالة اعتقال في هذا الملف، ويدعى «محمد. ي» (29 سنة)، يحمل الجنسية الهولندية فيما أصوله تعود لإقليم الدريوش، وقد خضع للاستنطاق من طرف المحكمة، في شأن استضافته من طرف عمّه «نجيم.ي»، بمراكش خمسة أيام بعد وقوع الجريمة، والذي حجز له غرفة بفندق «أكابار» المقابل لمقهى «لاكريم»، ليجد نفسه متابعا بجناية «إخفاء أشياء متحصلة من جريمة يعلم بظروف ارتكابها»، وجنحة «مسك واستهلاك المخدرات». كما استمعت المحكمة، أمس، إلى ثلاثة متهمين معتقلين من عائلة المحرّض المفترض على الجريمة، ويتعلق الأمر بالعضو المحوري في العصابة المتهمة بتنفيذها، «مراد. ت» (30 سنة)، الذي تلاحقه تهم تتعلق ب»المشاركة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والمشاركة في محاولة القتل العمد، وتقديم مساعدة عمدا عن علم لأفراد عصابة إجرامية، والتهديد»، وذلك على خلفية اتهامه بالإشراف الميداني على الجريمة بتعليمات من شقيقه الأكبر، رضوان، بارون المخدرات الدولي، المشهور بلقب «ملاك الموت»، والمشتبه في انتمائه إلى جانب أشقائه وأقاربه لعصابة هولندية تُدعى GWENETTE MARTHA، التي خصّصت مكافأة لا تقل عن 10 مليون أورو لمن يصفّي مالك «لاكريم، المشتبه في انتمائه بدوره لشبكة دولية مختصة في ترويج المخدرات الصلبة وتجارة الأسلحة، بسبب استيلاء هذا الأخير على شحنة مخدرات تقدر ب 200 كلغ من الكوكايين الخام. واستنطقت الغرفة شقيقه الأكبر «جمال. ت» (47 سنة)، المتهم ب»إنتاج وصنع وتصدير مخدر الشيرا، والمشاركة في الاتجار في المخدرات»، وقريبهما «عبد الناصر. ت» (36 سنة) المتهم ب»تقديم مساعدة عمدا وعن علم لأفراد عصابة إجرامية، والمشاركة في صنع وإنتاج المخدرات، والاتجار فيها». هذا، وقد رفضت المحكمة، في بداية الجلسة، مجددا، ملتمسا بإزالة الأصفاد عن المتهمين بمجرد ولوجهم لقاعة الجلسات، معللة قرارها بدواع أمنية، وهو الملتمس الذي تقدم به المحامي عبد الرحمان الفقير، من هيئة مراكش، وآزره فيه كل من النقيب عبد الرحيم الجامعي والمحامي رشيد كنزي، من هيئة الدارالبيضاء.