انهال عليها عشرات الأشخاص بالضرب بعدما اشتبهوا في أنها رجل فتحت المنطقة الأمنية للناظور أول أمس (الثلاثاء)، تحقيقا حول ملابسات تعرض فتاة لتعنيف جسدي من قبل رجال أمن، بعد الاشتباه في كونها رجلا يتخفى في زي نسائي. علمت «الصباح» من مصدر مطلع أن العميد الإقليمي، أحمد الراجي، يشرف شخصيا على تتبع ملابسات هذه القضية، بعدما صرحت الضحية «شادية.أ.م» أنها تعرضت لتعنيف مادي ومعنوي إضافي داخل سيارة الأمن التي نقلت إليها، كما ظلت لمدة طويلة مكبلة بالأصفاد خلف الظهر داخل مقر المداومة، قبل أن يطلق سراحها. ومن المقرر على ضوء هذه المعطيات أن تفتح النيابة العامة بدورها تحقيقا في النازلة، إذ تعتزم أسرة شادية متابعة المتورطين في الاعتداء عليها أمام القضاء. وتحمل شادية قسمات وجه رجولي تعودت على إخفائه بواسطة لثام، يقيها نظرات الاحتقار والفضول من حولها، ويوم الجمعة الماضي قررت الاقتراب من تجمع انتخابي بإحدى الساحات العمومية وسط المدينة، وبرفقتها ابنة أختها الصغيرة، قبل أن تفاجأ بتهجم عدد من الشباب عليها، ثم ما لبث أن انضم عشرات من الحاضرين إليهم، وشرعوا في ضربها بعنف هستيري. وعاينت «الصباح» يوم الاثنينالماضي، نقل المعنية بالأمر إلى المستشفى وخضوعها لعلاجات طبية من إصابات لحقت بها بمختلف أطراف جسمها، خصوصا الوجه والرأس، فضلا عن المعاناة النفسية العميقة التي لم تتوقف عن التعبير عنها بالبكاء. ووصف شقيق الضحية التي لا يتجاوز عمرها 18 سنة، أن مسلسل الاعتداء والتنكيل وصل حد محاولة تصفيتها جسديا بشبهة أنها رجل يتخفى في ملابس نسائية، غير أن المثير أن رجال الأمن استمروا في تعنيفها، بدل حمايتها وتقديم العون لها، على حد قوله. وتمتلك الأسرة توثيقات بالصوت والصورة لحادث الاعتداء الذي كاد يزحق روح شابة ذنبها الوحيد أن ملامحها رجولية، وأضاف المتحدث المذكور أن صورا أخرى بحوزته تظهر ما اعتبره استخفاف رجال الأمن بحمايتها من بطش عشرات الأشخاص، الذين لم يتوان بعضهم في جر شعرها بقوة، وفق ما تظهره التسجيلات ذاتها. ومن جهتها، أوضحت مصادر أمنية، أن شائعة راجت في المدة الأخيرة بعدد من المناطق حول «سفاح وهمي» يقوم بمهاجمة النساء وسرقة الأطفال، ما يفسر «الهستيريا» التي تعامل بها عشرات من الأشخاص مع الضحية التي كانت تصطحب طفلة صغيرة، مشيرا في الوقت نفسه إلى صعوبة الموقف الذي وضعت فيه العناصر الأمنية، بسبب حالة الفوضى الكبيرة التي خلفها الحادث. عبد الحكيم اسباعي (الناظور) No related posts. شارك هذا الموضوع مع أصدقائك Tweet