متابعة على غرار المعلومات الحساسة التي تقدمها الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المغربية، للعديد من حلفائها وشركائها في مجال محاربة الإرهاب، كشفت معطيات جديدة أن الأجهزة نفسها قدمت معطيات قيمة، ساهمت في حجز السلطات الفرنسية أكبر شحنة من الحشيش القادم من المغرب فوق أراضيها منذ سنة 1999 كانت متوجه إلى دول أوروبا الغربية. هذه العملية تزامنت، كذلك، مع اعتراض سبيل زورق شراعي قبالة سواحل جزيرة "إبيزا" الإسبانية وحجز ثلاثة أطنان من الحشيش. علما أن هذه العمليات تأتي في إطار الحرب الشاملة التي شنتها السلطات المغربية والإسبانية منذ يونيو 2018 على المنظمات الإجرامية العابرات للقارات المتخصصة في تهريب الحشيش المغربي إلى أوروبا، بحيث تم اعتقال أغلب كبار أباطرة الحشيش المغربي وتدمير بنياتهم التحتية في مضيق جبل طارق، إلى جانب تعطيل التحالف الذي تم منذ سنة 2016 بين مهربي الحشيش من المغرب و"ندرانجيتا"، أكبر مافيا إجرامية جنوبإيطاليا لتهريب المخدرات إلى أوروبا. في هذا الإطار، حجز الأمن الفرنسي 11 طنا من الحشيش، يوم الجمعة الماضي، ببيزنسون، شرق فرنسا، وفق وكالة الأنباء الفرنسية في نسختها الإسبانية. وأضاف المصدر ذاته أن حجز هذه الشحنة غير المسبوقة جاء بتنسيق مع المغرب وإسبانيا. إذ تم يوم الجمعة الماضي اعتراض سبيل "العديد من العربات، بما فيها شاحنة، في الطريق السيار (أ36) على مستوى بيزنسون كانت متوجهة إلى باريس"، كما تم اعتقال "أربعة أشخاص، بمن فيهم مواطن إيطالي"، على حد تأكيد بلاغ للنيابة العامة في نانسي. بدوره، قال وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستانير، خلال تهنئته للشرطة التي أشرفت على هذه العملية، إنها كانت "مصادرة قياسية" للاتجار غير المشروع بالمخدرات، والتي تكللت بالنجاح، بعد "تحقيق مثالي مشترك مع نظرائنا المغاربة والإسبان". واعترفت النيابة العامة أن العملية تأتي في إطار تحقيق قضائي باشرته الجهات المختصة منذ سنة 2017، مبرزة أن التحقيقات كشفت وجود "اتجار غير مشروع في المخدرات كبير بين المغرب وإسبانيا وفرنسا وبلجيكا". وتابع المصدر ذاته أن الأمن المغرب والإسباني قدم في إطار "تعاون وثيق" للفرنسيين "عناصر قيمة"، قادت إلى حجز هذه الكمية التي لم تسجل منذ حجز 23.5 طن من الحشيش سنة 1999 ببولوني سور بشمال فرنسا. على صعيد متصل، تمكنت الأجهزة الأمنية والجمركية الإسبانية من اعتراض سبيل زورق شراعي واقتياده إلى ميناء جزيرة "إبيزي"، إحدى جزر البليار، كان محملا ب100 رزمة من الحشيش. وتبرز التحقيقات الأولية أن الشحنة يبلغ وزنها 5 أطنان تصل قيمتها المالية إلى أكثر من 8 ملايير سنتيم، وفق الصحيفة المحلية "صحيفة إبيزا". وتابع المصدر عينه أن الزورق كان قد خرج من السواحل المغربية.