بخلاف السنوات الماضية كان لاحتفالات فاتح ماي بالناظور طعم خاص غلب عليه نوع من الركود التام و كأنه تأثر بالأزمة الاقتصادية الخانقة التي يشهدها الإقليم فكما نشرنا في المقال السابق لفترة الصباح عرفت التظاهرات انتعاشا نسبيا في عدد الحضور و كانت تظاهرة المنظمة الديمقراطية للشغل الذراع العمالي لنقابة البام الأكثر حضورا من حيث عدد المشاركين و الأوسع جماهيريا نظرا لنوعية الفئات العمالية المنضوية تحت لوائها وركزت في مهرجانها الخطابي على بعض المشاكل العمالية محليا و كذا عن تفسيرها لعدم التوقيع على الاتفاق الحكومي مع النقابات التي اعتبرته مهزلة تاريخية في حق الشغيلة المغربية العاملة. الإتحاد العام للشغالين بالناظور الذراع النقابي لحزب الاستقلال كان موجودا في تظاهرة فاتح ماي بالناظور رغم أنه أيد الاتفاق الاجتماعي و اعتبره بداية لتحسين وضعية الشغيلة بالمغرب مناضلوه دائما مخلصين للموعد لكن ليس بنفس النفس القوي أيام ( الحاج السوداني ) أطال الله في عمره الذي كان يجمع الآلاف من المناصرين و كانت خشبة الاستقلال رنانة برجالها و مواقفها الشجاعة قطاعات عدة فقدها الحزب بالناظور إلاا أنه لم يفقد هيبته و تاريخه المجيد رغم أن تظاهرة اليوم كانت أحسن بكثير من السنة الماضية و عرفت حضورا جماهيريا مكثفا من مختلف الأعمار . تظاهرة الاتحاد المغربي للشغل التي غاب عنها ‘ الدينامو المحرك لها ‘ السيد بوجيدة لأسباب عللت بالمرض كانت أقل حضورا من طرف الشغيلة التي تنتمي لهذا التنظيم النقابي العريق الذي كان يهز شوارع الناظور في أيام العز النقابي و يحسب له ألف حساب من طرف الجميع حتى و أن السلطات الأمنية كانت تجد صعوبة في تأطير هذه التظاهرة و لعل الصراعات الجانبية التي تمس النقابة على الصعيد الهرمي انتقلت للناظور مما جعل العديد من الوجوه و القطاعات تغيب عن تظاهرة فاتح ماي بالناظور. لكنها ما زالت تفرض وجودها في مثل هذه المناسبات و هو ما أعطى لها نصيبا محترما من الحضور . أما رفقاء عبد القادر الزاير في الكنفدرالية الديمقراطية للشغل الذين رفضت نقابتهم التوقيع على اتفاق 200 درهم فكان لهم نصيبهم من المناضلين الذين بقوا مخلصين لإطارهم النقابي على الدوام فموعدهم كان في المكان المعتاد بشعاراتهم و أغانيهم الثورية ركزوا في مداخلاتهم و شعاراتهم على الاتفاق الحكومي الذي رفضوه جملة و تفصيلا الشيء الذي أعطاهم نوعا من المصداقية في التظاهرة التي جلبت لهم مناضليهم الذين يتشبثون بالواقعية و الالتزام النضالي.و نجحوا في تأطير تظاهرة فاتح ماي إلى أقصى حد . النقابة الوطنية المتوسطية للنقل و المهن بالناظور فحضوره يبقى دائما محتشما رغم أنها اعتمدت على بعض الوجوه الذين لا علاقة لهم بالنقابة المتوسطية و يبقى دائما حضورها شبه شكلي من أجل إسماع صوت أرباب النقل الذين تؤطرهم ولا يمكن تقييم عدد الحضور في تظاهرتها التي تبقى معتمدة على الخطابة دون النزول للشارع . الفيديرالية الديمقراطية للشغل بالناظور امتثلت لقرار اللجنة الوطنية التي كان امتناعها مزدوجا : التوقيع على الاتفاق الحكومي و الامتناع عن تظاهرة فاتح ماي و اكتفت بتظاهرتها الوطنية يوم 28 أبريل المنصرم ..موقفها كان صارما و حادا و جاء في الوقت المناسب نتيجة امتناعها عن التوقيع عن ما أسمته بالاتفاق ” المهزلة ” الشيء الذي زادها مصداقية و جعل مناضليها يحترمون الموقف و صفقوا له كثيرا و امتثل مناضلو الفيديرالية الديمقراطية للشغل بالناظور لأمر المشاركة في أي تظاهرة كانت. نقابة ‘ البيجيدي ‘ (الإتحاد الوطني المغربي للشغل) كعادتها بالناظور فهي لم تنظم تظاهرة عيد العمال منذ زمن بعيد بالناظور و يبقى موقفها المشاركة في مدينة وجدة أو المشاركة بجانب القيادات الحزبية ‘ كرئيس الحكومة العثماني ‘ و يبقى السؤال مطروحا عن هذا الصيام لمشاركة الطبقة العاملة احتفالاتها بالناظور رغم أنها تستطيع المنافسة و التأطير في مثل هذه المحطات الكبيرة و المهمة .