هاجم جل المتدخلين في الندوة التي نظمت بعد زوال يوم السبت الماضي بمدينة الدارالبيضاء، كلا من وزارة الاتصال والهياة العليا للاتصال السمعي البصري. وعبر عبد الله حيتوس رئيس منظمة تاماينوت التي نظمت ندوة حول القناة الأمازيغية تحت عنوان “أية استراتيجية من أجل حضور فعال للأمازيغية، لغة وثقافة، في المجال السمعي البصري المغربي؟” عن استيائه من الاعتذار الرسمي للوزارة الوصية على الإعلام، ..والاعتذار غير الرسمي الذي ورد عن الهاكا، اللتين اعتبرتا حضورهما أمرا غير ممكن بحكم أن ملف القناة مازال متداولا، “و فيه أخذ ورد ولا يمكن للوزارة و لا للهاكا تقديم رأي فاصل”. وقال حيتوس إن إنشاء القناة الأمازيغية ليس هدفا في حد ذاته، “و لا يعني نهاية النضال، بل نحن هنا لتكون الأمازيغية جزءأ من الإعلام ودمقرطته، إنصافا لها ومن أجل إشراكها في التنمية الشاملة”. كما أكد رئيس منظمة تاماينوت غياب إرادة حقيقية لدى الحكومات المتعاقبة، “بسبب وجود جيوب مقاومة ضد دمقرطة الأمازيغية”. وفي السياق ذاته، انتقد محمد صلو، عضو المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الموقف ذاته لكل من وزارة الاتصال والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، واعتبر غيابهما غير مبرر. واحتج صلو بالمناسبة على ما أسماه إقصاء المعهد من إبداء الرأي في مشروع ساهم في بلورته منذ البداية. وأضاف أن التصور الذي قدمه المعهد منذ أكثر من سنة لم يرد عليه “أي رد فعل”. و يتطرق التصور بشكل كامل إلى الخط التحريري و شبكة البرامج والغلاف المالي والموارد البشرية، وبرنامج الإنجاز. كما تضمن التصور هيكلة برامج الأطفال، والترفيه، والتولك شو، والنقاش السياسي، والاهتمام بالشأن المحلي، وبرامج المرأة وغيرها، وهي شبكة سطرها إعلاميون وتقنيون مختصون. وحسب التصور ذاته فقد خصصت 50 مليون درهم من الغلاف المالي للقناة للبرامج التي ستنتجها الشركات الخاصة، و 4 ملايين درهم للمواد المقتناة من الخارج، و 26 ألف درهم للمواد المنتجة داخليا . وأكد أحمد عصيد، الباحث في الثقافة الأمازيغية، ضرورة التدقيق في الخطاب السمعي البصري حول الأمازيغية مع الانتقال من الخطاب النطري إلى التقرير العملي، إضافة إلى التركيز على التعليم والإعلام “لأن بهما يصاغ العقل الجمعي”. وأشاد عصيد بنشرة الأخبار على القناة الثانية مقارنة بالقناة الأولى بحكم أن الأولى تعتمد على أطر مهنية تكونت بشكل حرفي مشيرا إلى أن نشرة القناة الثانية هي نشرة تطوعية لا تدخل في دفتر تحملات القناة. وانتقد الباحث في الشؤون الأمازيغية ظاهرة “فلكلرة” الثقافة الأمازيغية وسلبها روحها لتصبح مسخا وتشويها . وأضاف عصيد أن القناة “السابعة ينتظرها مشكل اصطلاحي من نوع آخر سيظهر بشكل جلي مع مصطلح “المغرب العربي” مثلا، إذ اعتبره عنصريا، يقصي جزء كبيرا ومكوثا هاما لهذا الوطن الكبير. الصباح 18/02/2008