تبحثُ البحرية الملكية المغربية منذ الأحد الماضي عن قارب كان قد اختفى الأسبوع الماضي وسطَ المتوسط، يقلُّ على الأقل 60 شخصاً، كانوا قد غادروا البلاد صوْب إسبانيا؛ وذلك بعد مرور أسبوع على اختفاء قارب كان يقلُّ 30 شابا، إذ لم تتوصّل عائلاتهم بأي إشعارٍ يؤكد نجاتهم. ونقلت وسائل إعلام إسبانية أن “البحرية الملكية المغربية كانت قد أوقفت، الأحد، قارباً يقل 17 شخصا من منطقة الريف، تتراوح أعمارهم ما بين 19 و30 سنة؛ كما قامت باعتراض قاربين آخرين على متنهما 112 مغربًيا من المنطقة نفسها”. وكان حوالي 100 مغربي من منطقة الريف غادروا البلاد صوْب إسبانيا دفعة واحدةً، إذ ركبوا قوارب خشبية تقليدية تُستعملُ في الصيد، وعبروا البحر المتوسط، قبل أن يبلغَ 70 منهم سواحل الجنوب الإسباني قبل ثلاثة أيام؛ في حين مازال البحثُ متواصلاً عن باقي المهاجرين الذين انقطعت أخبارهم، ولمْ تتمكن قوات خفر السواحل من تحديد مكان تواجدهم إلى حدود اليوم. وأوردت منظمة “كاميناندو فرونتيراس” الإسبانية، وهي هيئة حقوقية تعنى بقضايا الهجرة واللجوء، أن البحرية المغربية تبحث عن قاربٍ على متنه ستون شخصاً، مؤكدة “مقتل 35 شخصا قبالة السواحل المغربية، خلال محاولتهم الوصول إلى الجارة الشمالية”، دون أن تحدد هويات القتلى، وما إذا كان الأمر يتعلق بمهاجرين مغاربة أو من إفريقيا جنوب الصحراء. ونقلت الناشطة الإسبانية “هيلينا مالينو” في منظمة “عبر الحدود” غير الحكومية أن “القتلى، وضمنهم طفلان، غرقوا بعد إبحارهم من السواحل المغربية”؛ مشيرة إلى أنهم “مكثوا حوالي 24 ساعة في عرض البحر ضمن حوالي 60 شخصا، يطلبون النجدة، لكن دون جدوى”. وحسب هيلينا مالينو، وهي صحافية مهاجرة وباحثة والناطقة الرسمية باسم كاميناندو فرونتيراس، فإنَ “المهاجرين السريين أبحروا من شاطئ مغربي ليلة السبت، ولكن، على ما يبدو، توقف قاربهم بعد مرور دقائق على إبحارهم”، مشيرة إلى أنها راسلت عامل إغاثة إسباني مقيم في طنجة لمساعدة المهاجرين الذين علقوا وسط البحر، وقد قام فعلاً بإخطار السلطات المغربية، دون أن تؤكد تحرك المغرب لإنقاذ هؤلاء. وتقول مالينو في تصريحات لجريدة “publico”: “آخر اتصال أجريناه مع هؤلاء الأشخاص كان في الخامسة مساء يوم الأحد، وكانوا يائسين لأن أحدا لم ينقذهم، موردين أن هناك أكثر من عشرة من رفاقهم ماتوا غرقاً”. ويؤكد عامل الإغاثة أنه لم يكن هناك أي جديد بخصوص وضع المهاجرين، موردا: “لا نعرف ما إذا كانت البحرية المغربية ذهبت من أجلهم أم لا، فهم لم يخبرونا بأي شيء، كما أن عائلات المهاجرين مازلت تنتظر أخبار أبنائها”. وأكد متحدث باسم شركة الإنقاذ البحري التابعة لوزارة التنمية في إسبانيا أنهم حاولوا الاتصال “في مناسبات عديدة” بالسلطات المغربية منذ توصلهم بإشعار وجود قتلى وعالقين في البحر الأحد الماضي، وزاد: “لقد عرضنا التعاون والتنسيق للبحث عن هذا القارب وإنقاذه، لكننا لم نحصل على إجابة. لقد سألنا، أمس الاثنين، عن جديد الوضع لكن المغرب لم يوضح أي شيء”. وتضيف المنظمة الإسبانية أن “غياب التنسيق بين إسبانيا والمغرب يؤدي إلى مزيد من القتلى في صفوف المهاجرين”، مؤكدة أن “المغرب أخبرها بأنه سيعمل على إنقاذ الضحايا”، ومنتقدة غياب الإرادة السياسية لدى السلطات الإسبانية، “التي لا تبالي بأرواح الناس”، حسب ما جاء في تصريحها للمنبر الإسباني.