وعد رئيس الفيفا جاني إنفانتينو قبل انطلاق المونديال ببطولة كأس عالم أكثر عدلا بفضل استخدام تقنية “( VAR) (المساعدة التقنية للحكام) ، لكن الظاهر أنه من غير الممكن تصحيح جميع قرارات الحكام وبالتالي لن يستطيع الاتحاد الدولي تحقيق العدالة التي يسعى اليها خلال مباريات كرة القدم. ورغم أن كرة القدم تتجه يوماً بعد آخر إلى التجديد والاعتماد على التكنولوجيا من أجل أن تصبح الرياضة الشعبية الأولى عالمياً خالية من الأخطاء، في سبيل عدم ظلم الفرق واللاعبين، وذلك بعدما شهد التاريخ فضائح تحكيمية وكارثية، يبقى بعض الحكام متشبثين بانحيازهم ، وتبعيتهم وعدم حياديتهم.. لتضاف الى تاريخ كرة القدم فضائح تحكيمية وكارثية أخرى جديدة يبصم عليها حكام في غير المستوى . كما هو الامر لدى طاقم التحكيم الأمريكي بقيادة “مارك جيجير”، الذي عينه الإتحاد الدولي لكرة القدم لإدارة مباراة المغرب والبرتغال، ضمن إطار الجولة الثانية من بطولة كأس العالم في روسيا 2018. الحكم الأمريكي الذي كان انحيازه إلى زملاء كريستيانو رونالدو واضحا جدا للعيان ، تغاضى عن أخطاء كثيرة لصالح المنتخب المغربي بل وتغاضى عن الإعلان عن ركلات جزاء واضحة جدا لصالح “أسود الأطلس”، فضلا عن رفضه اللجوء إلى تقنية الفيديو، رغم المطالبات المتكررة من اللاعبين بل ومن المدرب كذلك ..والجميع يعلم أن متوسط الوقت الذي تأخذه عملية تصحيح قرارات الحكام لا يتعدى دقيقة واحدة، وهذا كله من أجل اتخاذ قرار تحكيمي صحيح. كما أن الهدف الوحيد في المباراة نفسه والذي سجله رونالدو جاء بعد خطأ فادح و واضح ضد مُدافع من المنتخب المغربي ، وكان على الحكم اعلان خطأ ضد البرتعال ، وهو أمر صرح به كذلك المدرب هيرفي رونار في الندوة الصحفية التي تلت المباراة حين وجه خطابه للإعلاميين قائلا: "يجب عليكم كإعلاميين أن تكتبوا الحقيقة وتضعوا النقاط على حروف التحكيم، الهدف الذي سجل منه الخصم الهدف جاء بعد خطأ واضح ضد مدافعنا.” فما جدوى قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” إذن ، اعتماد تقنية الفيديو المساعد للحكم بشكل دائم في مباريات كرة القدم، ومن ضمنها مباريات كأس العالم ..؟ أوَ لم يقل إنفانتينو نفسه عن هذه التقنية وعن كأس العالم أن ” حكام المونديال سيكونون على أتم الاستعداد والجاهزية للتعامل مع هذه التقنية، إذ سيتم تدريبهم من قبل على استخدامها”. إنفانتينو نفسه لم يكن يثق في البداية بهذه التقنية ولكنه يقول” اقتنعت بها لاحقا بعد أن وصلت دقتها في تصحيح الأخطاء التحكيمية إلى 99 في المائة، وهذا يعني أننا يجب أن نتطور لنصل إلى نسبة مائة بالمائة”. وإن كانت الفيفا قد حددت الحالات التي على الحكام أن يلجؤوا فيها لهذه التقنية ومن بينها صحة الهدف المسجل وضربات الجزاء..فما رأيناه لحد الان في كأس العالم هو عكس ما وضعت من أجله هذه التقنية ، فهدف رونالدو جاء بعد خطأ واضح جدا .. وضربات الجزاء لصالح المنتخب المغربي كانت كذلك واضحة ، لكن الحكم لم يلجأ ابدا لتقنية ل ( VAR) لتحديد شرعية الهدف، وشرعية ضربات الجزاء. فلماذا لم يلجأ الحَكم الى تقنية “( فار) ..المساعدة التقنية للحكام.؟ إلى أن يأتي الوقت الذي يجب أن يعاد فيه الاعتبار الى التقنية إياها والبحث عن الجواب الذي لا جواب غيره..سيظل عالم كرة القدم مهدداً بالفوضى، فوضى الحكام الذين يخفقون .. ولا ينصفون. هذا يعني أن الإجابة قد تظلّ غائبة حتى إشعار آخر ….