أصابت قرعة كأس العالم لكرة القدم آمال منتخبي إيران والمغرب بضربة حتى قبل انطلاق البطولة. وسيخوض الفريقان المواجهة التي ستجمع بينهما بعد غد الجمعة في سان بطرسبرج، وهما يدركان تماما أن الهزيمة ربما تعني على الأرجح الخروج المبكر لأحدهما من البطولة. وتضم المجموعة الثالثة منتخبين آخرين هما البرتغال بطل أوروبا وإسبانيا بطل كأس العالم 2010، وهما المنتخبان المرشحان لمواصلة طريقهما في البطولة وبلوغ أدوار خروج المغلوب. ويعد منتخب إيران، الذي يبلغ النهائيات للمرة الثانية على التوالي لأول مرة في تاريخه، أقوى منتخب آسيوي واستفاد من فترة استقرار بقيادة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش (65 عاما) الذي قاد إيران لبلوغ النهائيات في نسخة البرازيل 2014. لكن استعدادات المدرب لنهائيات كأس العالم الحالية اصطدمت بعدة معوقات منها رفض شركة نايكي تزويد اللاعبين بالأحذية الرياضية، بسبب العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة على إيران إضافة لإلغاء مباراتين كان من المقرر إقامتهما استعدادا للبطولة هذا الشهر. وقال كيروش الذي سينهي 7 سنوات في تدريب المنتخب الإيراني بنهاية كأس العالم: “ستخوض إيران كأس العالم ضمن أصعب مجموعة وكنا بحاجة لمزيد من الاستعدادات”. وستخوض إيران مباراتها الافتتاحية في كأس العالم دون لاعب الوسط المدافع سعيد عزت اللهي للإيقاف. وكانت إيران ثاني منتخب يضمن الوصول لكأس العالم بعد البرازيل، وأنهت التصفيات دون أن يدخل مرماها أي هدف في 12 مباراة، ولكن هناك شكوك إزاء أداء علي رضا بيرانوند حارس المرمى الأساسي. لكن في المقابل فإن علي رضا جهانبخش وسامان قدوس وكريم أنصاري فرد وسردار آزمون ومهدي طارمي يقدمون مستويات أداء مرتفعة، وستكون إيران في حاجة لكل جهد هجومي عند مواجهة صعوبات في اختراق الدفاع المغربي المنظم. انضباط خططي ويخوض المغرب كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه تماما مثل إيران، لكن آخر مرة ظهر فيها بالبطولة كانت قبل عقدين وبالتحديد في نسخة 1998 في فرنسا. وتأهل المغرب للنهائيات بقيادة المهدي بنعطية قلب دفاع يوفنتوس دون أن يدخل مرماه أي هدف في التصفيات النهائية، حيث فاز 4 مرات وتعادل مرة واحدة في آخر 5 مباريات خاضها. ويستفيد المنتخب المغربي من وجود عدة لاعبين في كبرى مسابقات الدوري الأوروبية، كما يدربه الفرنسي هيرفي رينارد الذي نجح في فرض قدر كبير من الانضباط الخططي على أداء منتخب المغرب. ويعمل لاعبا الوسط المخضرمان مبارك بوصوفة وكريم الأحمدي كعنصري دفاع متقدم أمام رباعي الظهر، أما أخطر سلاح هجومي سيدفع به رينارد هو حكيم زياش صانع اللعب المولود في هولندا. وحصل زياش، الذي يلعب في صفوف أياكس، على جائزة أفضل لاعب في الموسم في هولندا، ويشكل مع لاعب الوسط يونس بلهندة المولود في فرنسا ثنائيا متفاهما، حيث سجل اللاعبان خلال فوز المغرب 3-1 على إستونيا وديا في وقت سابق هذا الشهر في آخر استعدادات “أسود الأطلس” لكأس العالم. أما أكثر ما يمكن أن يمثل نقطة ضعف في منتخب المغرب فهو مركز حراسة المرمى، حيث لعب الحارس الناظوري منير المحمدي عددا قليلا من المباريات طوال الموسم مع فريقه نومانسيا المنتمي لدوري الدرجة الثانية في الدوري الإسباني. وسيواجه فريق المدرب رينارد صعوبة في تخطي هذه المجموعة، لكن منتخب المغرب يمكنه الاستفادة معنويا من حقيقة أنه أول منتخب إفريقي على الإطلاق ينجح في تخطي دور المجموعات في كأس العالم. وقدم المغرب أداء مميزا حين حقق هذا الإنجاز في 1986، وتصدر المجموعة التي كانت تضم إنجلترا وبولندا والبرتغال.