خلدت جمعية أزغنغان الذاكرة والمستقبل الذكرى 106 لاستشهاد الشريف محمد أمزيان يومي 01 و 02 يوينو 2018 بالمركب السوسيو تربوي بأزغنغان بدعم من مجلس إقليمالناظور ووكالة مارتشيكا وبتنسيق مع ماعة أزغنغان وسطرت برنامج يليق بهذه المناسبة الغالية وذلك بحضور السيد رئيس مجلس إقليمالناظور سعيد الرحموني ونائبه السيد بوعرفة أعبسلاما والسيد الحسين العامل النائب الأول لرئيس جماعة أزغنغان ومستشاريها وممثل المجلس العلمي بالناظور وحفدة الشريف محمد امزيان وعضو الجهة السيد صالح العبوضي ورئيس منظمة الهلال الأحمر بالناظور ومجموعة من الأساتذة والمهتمين والفاعلين الجمعويين والإعلاميين ،فقد نظمت الجمعية صباح اليوم الأول خرجة ميدانية لمكان استشهاد الشريف المتواجد بمدشر "بوحوا" ما بين دوار "حجرة علي" و"رعزيب أوعلال أوقدور" – بني سيدال لوطا– وافتتحت الزيارة بقراءة الفاتحة ترحما على روحه الطاهرة وعلى أرواح كافة الشهداء وبعدها تناول الكلمة الأستاذ عبد الوهاب برومي مشيدا بملاحم وبطولات المجاهد امام الصخرة التي اتكأ عليها الشريف محمد امزيان خلال اللحظات الأخيرة لاستشهاده ،كما أشار الاستاذ يوسف السعيدي الى دور القبائل في المقاومة إلى جانب الشريف امزيان، ونوه الحاج الحسين العامل النائب الأول لرئيس المجلس الجماعي لازغنغان بالمبادرة كما ثمن الحاج بوعرفة عبسلاما نائب رئيس المجلس الإقليمي عمل الجمعية ،إضافة إلى مداخلات كل من علي النعناع مستشار بجماعة ازغنغان ومحمد العلالي ومجموعة من الحاضرين واكدوا على ضرورة التشبث بتخليد الذكرى سنويا بما يليق بمقام المجاهدين والشريف محمد امزيان. وللإشارة فقد كان حضورالشباب لافتا ومهتما بالذاكرة التاريخية للمنطقة بشغف وفخر ويسعى للعمل على ترسيخ القيم وربط الأجيال بماضيها ومستقبلها كما حضر كذلك تلاميذ وتلميذات مدرسة مولاي الحسن بأزغنغان برفقة مديرها بوجمعة اندوح في بادرة تستحق الإشادة بها . وبعد صلاة التراويح من نفس اليوم تم افتتاح الامسية بآيات بينات من الذكر الحكيم وتحية العلم وبعدها تناول رئيس جمعية أزغنغان الذاكرة والمستقبل الكلمة الإفتتاحية وبعدها تفضل السيد سعيد الرحموني رئيس مجلس إقليمالناظور بإلقاء كلمة بالمناسبة و نوه من خلالها بمجهودات الجمعية واشار الى أن أبواب المجلس مفتوحة في وجه مثل هذه المبادرات القيمة وبعدها مباشرة تلا السيد محمد إريزاض رئيس اللجنة الثقافية كلمة رئيس المجلس الجماعي لأزغنغان. – وعلى إثره كرمت الجمعية كل من ساهم و دعم هذا الاحتفال ونخص بالذكر : – السيد : سعيد الرحموني رئيس المجلس الإقليمي – السيد سعيد زارو مدير وكالة مارتشيكا – السيد عبد المنعم شوقي – الأستاذ عبد الوهاب برومي – الأستاذ يوسف السعيدي كما شهدت القاعة حدث توقيع بروتوكول مشروع اتفاقية شراكة بين الجمعية ومجلس إقليمالناظور بغية العمل على عقد شراكة تهدف إلى ضمان استمرارية التظاهرات الاحتفالية والمخلدة للذكرى خلال السنوات القادمة عبر إطار تعاقدي وتشاركي يفتح المجال لكل الفاعلين المحليين والوطنيين للمشاركة في إنجاح هذه المحطة السنوية. وعقب ذلك حفلة شاي على شرف الحاضرين بالمناسبة وعلى هامش هذا التخليد اجتمع السيد رئيس مجلس إقليمالناظور ونائبه السيد بوعرفة اعبسلاما والنائب الأول لرئيس جماعة أزغنغان وأحفاد الشريف محمد أمزيان ورئيس الجمعية المنظمة واتفق الأطراف على العمل من أجل بناء نصب تذكاري في مكان استشهاد الشريف على أساس تدشينه السنة المقبلة . وبعدها مباشرة انطلقت ندوة فكرية من تأطير " ذ : عبد الوهاب برومي في موضوع "قراءة في حصيلة المنجز من تاريخ حركة مقاومة الشريف محمد أمزيان ومداخلة ذ : يوسف السعيدي "قراءة في كتاب الكشف والبيان للعربي الورياشي" واسند تسير الندوة للاستاذ عبد الرزاق العمري حيث كان تجاوب الحاضرين بمداخلات اغنت النقاش .واختتمت اشغال اليوم الأول . وفي اليوم الموالي السبت 03 يونيو 2018 اتحفتنا المجموعة المحمدية للمديح والسماع وهي مجموعة صوتية تتكون من شباب تعلموا فن الإنشاد الروحي بين أروقة الزوايا الصوفية بالمنطقة. وهؤلاء الشباب أرادوا أن يحافظوا على التراث الصوفي العريق الذي بدأ يندثر في منطقتنا بسبب انتشار الفنون الدخيلة على مجتمعنا الريفي. وحسب ما ترويه النصوص التاريخية فإن هذا الموروث الصوفي الأصيل دخل مدينة أزغنغان ونواحيها عن طريق عدد من الشيوخ العارفين بالله، وعلى رأسهم الشريف المجاهد سيدي محمد أمزيان والشيخ المربي مولاي سليمان بن المهدي وعدد من الشيوخ الربانيين. المجموعة المحمدية للمديح والسماع الصوفي قدمت للحاضرين فقرات انشادية حديثة، مع الحفاظ على الأصالة المغربية . وفي تصريح لرئيس الجمعية قال ان تخليد اليوم للذكرى 106 لاستشهاد بطل المقاومة الشريف سيدي محمد امزيان ، نغتنم الفرصة لننوه بالمجهودات الجبارة لكل الجهات التي انخرطت وساهمت معنا من دون تردد في تنظيم هذا الحفل وفق برنامج متنوع ،ونتقدم بخالص الشكر والامتنان للسيد سعيد الرحموني رئيس المجلس الاقليمي على دعمه لهذا النشاط الجاد والهادف ، كما نشيد وبحرارة بالمجهودات التي بذلها ويبذلها الأستاذ عبد المنعم شوقي في تقريب العمل الجمعوي من وكالة مارتشيكا حيث لعب دائما دورا مهما في تقريب وجهات النظر بين الوكالة والمجتمع المدني علما بأن الوكالة انخرطت بكل امكانياتها في نشاطنا هذا اذ تعتبر مؤسسة وطنية ومواطنة الى جانب شركائنا،كما نوه بمجهودات السيد صالح العبوضي عضو مجلس جهة الشرق والسيد الحسين العامل نائب رئيس جماعة أزغنغان كما عبر عن طموحه إلى إعطاء البعد الاقليمي والجهوي والوطني لتخليد ذكرى استشهاد البطل المجاهد الشريف محمد امزيان والترافع حول إقامة نصب تذكاري بدوار حجرة علي ببني سيدال لوطا مكان استشهاده . طبعا ، هذا لا يتأتى الا بعقد شراكات مع مختلف المؤسسات لتوسيع تخليد الذكرى لتمتد لأسبوع كامل عبر نفوذ التراب الإقليمي والجهوي والوطني. إن التحفي اليوم بهذه المحطة التاريخية المتنورة، هو تحفي بإحدى مآثر ومفاخر التاريخ الوطني المغربي، باعتبار الشريف محمد أمزيان قطبا دينيا وصوفيا، فقد حتمت عليه شخصيته الدينية أن يكون أول المقاومين والمجاهدين، انطلاقا من زاويته بازغنغان،لتمتد حرْكات المقاومة على طول المنطقة الريفية.ومن منطقة جبالة غربا الى قبائل بني زناسن شرقا ضد حركات التوسع الامبريالي . إن هذا الريف، على غرار المناطق الأخرى، له السبق في تسجيل صفحات ناصعة من تاريخ مشرق لهذه الربوع المغربية؛ وأن موقعه الجيوسياسي جعل منه ومن رجاله رؤوس حِرَب للدفاع عن هذا الوطن الشامخ، والسبق في التفرد بصيانة وحدته الترابية ضد الغزاة الأجانب؛ وأن قبائل قلعية، كانت كل من موقعها، سدودا منيعة، وقلاعا طبيعية شماء لصدّ كل محاولات التسرب والتوغل الاستعماري انطلاقا من سواحل البحر المتوسط؛ وأن الريف كله كان مشتلا لإنتاج الأحرار، فكانت هذه البقعة المباركة مهد المقاومة الأولى، انتشرت منها حركة التحرير انتشارا عم سائر أرجاء البلاد، وكانوا السباقين للنضال عن الحق المغصوب والتراث المسلوب. إن الشريف محمد أمزيان، هذا الرجل الذي استساغ اللبنة الأولى للمقاومة الشعبية، والتي كان أول مؤسس لها في الريف المعاصر الشهيد المغمور الثائر الشيخ ميمون الفرخاني، فصقلها وطور أفكارها ووسائلها، لتصبح مهيأة ناضجة صالحة للمقاومين الآخرين الذين أسهموا من عرين الريف في بناء تاريخ المغرب المعاصر، هذا التاريخ الذي تشهد عليه "بفخر" دور الأرشيفات الأجنبية، خاصة الفرنسية والإسبانية، التي أبقته حيّا في الذاكرة الأممية. وفي ظل التحولات والمستجدات الطارئة يظهر أن لهذا المجتمع الديمقراطي الحداثي المبني على الاحترام الكامل لحقوق الإنسان، أن يعيد الاعتبار وكامل الحقوق لهذا الرجل الفذ والرمز، الذي كان لا يقضي أمرا من أمور القبائل الريفية إلا بعد استشارتها في شؤون المقاومة والجهاد، بل حتى مراسلاته لم يكن يمضيها إلا بتوقيع منه ومن أعيان القبيلة التي يتواجد فيها، كما يثبت ذلك هذا الأنموذج من توقيعاته: "من عند الشريف أمزيان وكافة إخوانه (ويذكر اسم القبيلة التي يتواجد فيها)..." أفلا تكفي هذه الضروب من الديمقراطية المبدئية للدلالة على أن التجربة الريفية في المجال إضافة نوعية لما يصبو إليه المغرب اليوم. والظاهر أن الأجدر واللائق في باب إعادة الأهلية ورد الاعتبار لهذا الرجل "الأيقونة" الذي أربك معادلات الساسة والعسكر الإسبان، وتغافل عنه آل وطنه وتكالبت عليه ضروف الزمان، هو الاعتراف بحقوقه ولو تملكته المنون، وحقوق المجاهدين الذين قاوموا على جانبه كالقائد الميداني بوحوت الملقب "بالترينتي" وموح وعمار وميمون خوجة ومحمد التباع والشادلي المزوجي وعمار المطالسي والقائد التكوك الورغايلي وغيرهم من المجاهدين . ولعل أولى هذه الحقوق إعادة بناء ضريح لائق بشخصه ومقامه ودوره التاريخي، وتضمينه متحفا يضم كل خصوصيات المقاومة بالريف الشرقي من أرشيفات ووثائق ومستندات.ونصب تذكاري يليق ببطولات المجاهدين والواضح الأكيد أن من شأن هذه الأعمال الإسهام في تحقيق تكامل اقتصادي وثقافي حقيقي للمنطقة ككل.