نداء عاجل من أجل تعبئة عامة لمواجهة المؤامرة الكبرى الرامية إلى التراجع عن إدراج الأمازيغية في التعليم العمومي شرع المجلس الأعلى للتعليم منذ شهور في النظر في وضعية اللغات بالتعليم العمومي المغربي، و ذلك بهدف تحقيق الجودة المطلوبة و ضمان إتقان اللغات المدرّسة، بعد أن لوحظ ضعف المتمدرسين في تعلّم اللغات و إتقانها، غير أنه سرعان ما ظهر جليا من التوجهات المعلنة من طرف ممثلي العديد من الأحزاب السياسية و النقابات و العديد من المؤسسات الممثلة في المجلس في غياب تمثيلية المجتمع المدني الأمازيغي كالعادة، حيث لا يمثل الصوت الأمازيغي داخل المجلس إلا شخص واحد عن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ظهر جليا بأنّ الإتجاه العام يسير نحو تطوير وضعية العربية و تقوية وضعية اللغات الأجنبية، في مقابل التضحية بالأمازيغية باعتبارها “عائقا بيداغوجيا” على حدّ تعبير البعض داخل المجلس، مما يعني أن الأمازيغية وحدها التي ستكون كبش فداء في هذه العملية المشبوهة، و التي سيتم إبداء الرأي بصددها للملك في شهر يوليوز من السنة الجارية. أهداف الهجوم الجديد على ملف تعليم الامازيغية و تستهدف الحملة المنظمة ضدّ اللغة الأمازيغية في المجلس الأعلى للتعليم، تصفية المكاسب الضئيلة التي تمّ تحقيقها حتى الآن، و التي لا تسندها بعد أية حماية قانونية، و المجسّدة في “منهاج تعليم اللغة الأمازيغية” الذي وضع منذ 2003 بتنسيق بين وزارة التربية الوطنية و المعهد الملكي، و المتمثلة في المبادئ الأربعة : الإجبارية بخضوع الأمازيغية لسلم التقويم الذي تخضع له كافة المواد التربوية. التعميم الأفقي و العمودي بتدريس الأمازيغية كلغة وطنية لجميع المغاربة و في جميع أسلاك التعليم . توحيد اللغة الأمازيغية و معيرتها و تقعيدها. التدريس بالحرف الأمازيغي تيفيناغ. و هي المبادئ التي تطالب بعض الأطراف بتعديلها على الشكل التالي: تدريس الأمازيغية كلغة اختيارية في بعض المناطق لأبناء الناطقين بها، و كلهجات متفرقة و بالحرف العربي. و هو ما يعني الحكم عليها بالإعدام و الإنقراض، حيث وضعتها اليونسكو ضمن اللغات المهددة بالانمحاء في أفق سنة 2050، في حالة ما إذا لم يتم تهيئتها لمواجهة التحديات القادمة. من اجل تعبئة كل القدرات لإفشال المخطط الذي قد تبدو جل معالمه أواخر فبراير القادم و لأن المجلس الأعلى للتعليم سيعقد دورته القادمة في الموضوع في 22 و 23 فبراير المقبل ، فإن على الأمازيغ أن يكونوا في مستوى خطورة المرحلة التي أصبحت بالنسبة للغتهم مسألة حياة أو موت، مما يطرح على كل الفاعلين الأمازيغيين في جميع المستويات و المجالات أن يتعبأوا لتحصين المكاسب المحصلة و تطويرها و تحقيق حمايتها القانونية و الدستورية. المرصد الامازيغي للحقوق و الحريات الكتابة التنفيذية ————————– بيان التنظيمات الأمازيغية بشأن المؤامرة التي تحاك ضد تعليم اللغة الأمازيغية اجتمعت التنظيمات الأمازيغية التي قدمت من مختلف مناطق المغرب بمقر جمعية تاماينوت بالرباط يوم 21 يناير 2010 وذلك لتدارس وضعية الأمازيغية في التعليم العمومي على ضوء المستجدات التي حملتها أشغال المجلس الأعلى للتعليم، المنكب حاليا على النظر في وضعية اللغات بالنظام التربوي المغربي، وبعد أن ثبت لديها ما يتم الإعداد له فيما يخص وضعية اللغة الأمازيغية والمتمثل في التراجع عن كل المكاسب التي راكمتها خلال الثماني سنوات الأخيرة في إطار السياسة التي أطلقتها الدولة منذ 2001، تحت شعار “النهوض بالأمازيغية باعتبارها مسؤولية وطنية” ودعامة لبناء “مجتمع حداثي ديموقراطي”، وهو التراجع الذي، في حالة حدوثه، يهدف الى إقرار الأمازيغية لغة اختيارية في التعليم وغير معممة وكلهجات متفرقة وبحرف غير حرفها الأصلي، تعلن التنظيمات الأمازيغية الموقعة على هذا البيان مايلي: 1. أن ما يحاك ضد الأمازيغية في التعليم من طرف بعض الجهات داخل المجلس الأعلى للتعليم يعتبر مؤامرة خطيرة سيكون لها أفدح الأثر على الإنسجام الإجتماعي والإستقرار السياسي ببلادنا، لأنه يعد إجهاضا لمشروع “المصالحة” الذي أعلنته الدولة منذ عشر سنوات، والذي أعلنت فيه نيتها في تدارك الإنتهاكات التي تمت على شتى الأصعدة. 2. أن العمل على ترقية وضعية جميع اللغات وتحسين تعلمها وتجويده واستثناء اللغة الأمازيغية وحدها من هذا الإجراء، وهي اللغة الأصلية للشعب المغربي، والتي صمدت لآلاف السنين وتمثل الإرث اللغوي والحضاري الأكثر عراقة على أرض المغرب، يعد سياسة عنصرية قائمة على الميز، ويتناقض مع كافة الإلتزامات التي أخذها المغرب على عاتقه وطنيا ودوليا، وهو ما من شأنه أن يفقد المغرب كل مصداقية داخليا وفي الأوساط الدولية. 3. تعتبر ان أي تراجع عن المبادئ التي تم اعتمادها من اجل إدماج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية، والمتمثلة في إلزاميتها وتعميمها الأفقي والعمودي وتوحيدها وتدريسها بحرفها الأصلي تيفييناغ، سيكون مسا مباشرا بكرامة الإنسان الأمازيغي في وطنه، وسيؤدي إلى تدمير الهوية الثقافية الأمازيغية، مما يتناقض مع حقوق الإنسان وحقوق الشعوب، ويشكل جريمة إبادة ثقافية ضد لغة وضعتها اليونيسكو ضمن لائحة اللغات المهددة بالإنقراض مالم يكن هناك مخطط لإنقاذها. وانطلاقا مما تمت الإشارة اليه، تقرر: 1. تعبئة كافة التنظيمات المدنية الأمازيغية والقوى السياسية والمدنية الديموقراطية لمواجهة أية محاولة تواطؤية للمس بالحقوق الأمازيغية الأساسية التي تسندها المرجعيات السياسية والحقوقية الوطنية والدولية. 2. عقد ندوة صحفية في هذا الموضوع بالرباط على الساعة 10 صباحا يوم الاربعاء 17/02/2010 وسيعلن عن مكان انعقادها لاحقا . 3. تنظيم وقفات احتجاجية بالرباط وفي مختلف جهات المغرب في نفس التاريخ على الساعة الثانية عشرة زوالا. 4. الدعوة الى تنظيم ندوات ولقاءات في جميع أنحاء الوطن للإحتفال النضالي باليوم العالمي للغة الأم يوم 21/2/2010 .