بعد حوت " النيكرو" وما سببه من معاناة لا تنتهي للعاملين بقطاع صيد الأسماك السطحية بموانئ الحسيمة والمضيق والناظور، مرغما مراكب هذا القطاع للمغادرة والهجرة باتجاه موانئ أطلسية آمنة من هذا المفترس الذي يأتي على كل محصول الصيد بعد أن يمزق الشباك مخلفا خسائر مادية فادحة، طفت على السطح مجددا بمصايد الأسماك السطحية بشرق الناظور، مادة لزجة تنتشر بكثافة في المياه، حيث تقوم المراكب بصيدها بدل الأسماك، وتعمل هذه المادة على غلق فتحات الشباك، مما يعقد من عملية سحبها نحو المراكب، حيث أن المادة اللزجة لا تسمح بخروج المياه، مما يزيد من ثقل الشباك ما قد يؤدي في حالة ارتفاع الأمواج لانقلاب المركب وغرقه بسهولة. وحسب مصادر من مهنيي صيد الأسماك السطحية بميناء الناظور فإن مركبا كاد أن يغرق بعد أن فقد القوة على إخراج الشبكة من البحر، بعد امتلائها بهذه المادة اللزجة، وغلقها لفتحات الشبكة، فلولا تمزق الأخيرة لانقلب المركب وهوى لقاع البحر. وفي اتصال أجراه الموقع مع أحد المجهزين بقطاع صيد الأسماك السطحية بميناء الناظور، أكد أن هذه المادة بدأت تغزوا مياه سواحل الناظور والمصايد التقليدية لمراكب صيد الأسماك السطحية، منذ أكثر من شهر، حيث بات المهنيون يهددون بربط مراكبهم، في حال استمر الحال على ما هو عليه، موضحا أن الشباك لا تتحمل الثقل التي تسببه هذه المادة المرضية ( حسب قوله )، وقال أنه " في الوقت الذي كان المهنيون ينتظرون فيه تعويضات "النيكرو" تفاجأوا من جديد بهذه المادة الخطيرة تغزو شباكهم وتمنعهم من إخراجها من البحر، بعد أن تغلق فتحاتها" وأضاف أن على وزارة " أخنوش أن تتحرك بسرعة لإيجاد حل لهذه الأمراض التي تهدد الثروات البحرية السطحية، وتضع مستقبل قطاع صيد السردين على حافة الافلاس. وقال ربان مركب لصيد الأسماك السطحية بالناظور أنه يعاني من مادة لزجة شكلت ظاهرة بيئية غريبة، تعرقل عملية الصيد، وتؤدي لتمزق شبكة الصيد، نظرا لثقل المادة اللزجة، لدرجة لا يستطيع معها ( الباربلوك أو البولي )، من سحب الشبكة من الماء بسبب ثقلها وانزلاقها من جهة أخرى دخل المعهد الوطني للبحث في الثروات البحرية بالناظور، على خط البحث العلمي، عن أسباب انتشار هذه المادة بالمياه المتواجدة شرق الناظور، واسمها العلمي، وتأثيرها على الثروات البحرية السطحية، ومستقبل العاملين بقطاع الصيد البحري، وعلى ماذا تتغذى؟، وكذا خطورتها وفرضية تسممها وأية تأثيرات جانبية، ومدى علاقتها بالتغيرات المناخية، وارتفاع درجة حرارة مياه البحر، وحسب مصدر فإن عناصر المعهد قامت عن قرب برصد هذه الظاهرة البحرية، كما أخذت عينات من هذه المادة لدراستها ومعرفة خلفيات انتشارها، وبحث الحلول الكفيلة للحد من تأثيراتها على باقي مكونات الوسط الإحيائي البحري، من جهة، ومستقبل الصيد البحري من جهة أخرى. ويظهر مقطع فيديو، بحارة مركب لصيد الأسماك السطحية بالناظور، وهم يجدون صعوبة كبيرة في استخراج الشبكة من البحر، بعد أن امتلأت بمادة لزجة، التي وصفها أحد البحارة وشبهها ب" بالسرطان "، مما يعمق من معاناة البحارة ويعقد عملية الصيد ويجعلها مستحيلة. وفي تصريح لأحد البحارة قال أن الشباك تعطي الإنطباع على أنها ممتلئة بالأسماك، بينما هي مادة لزجة، يصعب معه على جهاز ( البولي ) القيام بعملية سحب الشباك من الماء، ما يتسبب في انقطاع الشباك، متسببة في مصاريف اضافية، تثقل كاهل المجهزين، كما أن الحصيلة من رحلات الصيد تتمثل في صناديق معدودة، حيث تعيق هذه المادة اللزجة عمليات الصيد، وتتسبب في تمزق الشباك، حيث أصبح الربابنة يتفادون رمي شباكهم إلا بعد الكثير من التفكير، وكأن لسان حالهم يقول "مائة تخميمة وتخميمة ولا ضربة بمقص" على حد تعبير المثل الشعبي. خالد الزيتوني.