الجمعيات الأمازيغية بإقليم الناظور تحتفل بمناسبة أسكواس أماينو أمازيغ 2960 كلمة الجمعيات الأمازيغية بإقليم الناظور بمناسبة أسكواس أماينو أمازيغ 2960 يشكل الاحتفال بحلول السنة الأمازيغية الجديدة عٌرف متعارف عليه منذ القدم لدى الشعب الأمازيغي في مختلف بقاع ثمازغا، كثقافة ممارسة وكمحطة نضالية ذات دلالة، كما أصبحت في الوقت الراهن من أهم المناسبات التاريخية التي تخلدها الجمعيات الأمازيغية، كنوع من الاستمرارية النضالية الواعية بمدى أهمية استحضار التاريخ الأمازيغي العريق من اجل مواجهة تحديات المستقبل. على هذا الأساس دأبت الجمعيات الأمازيغية بإقليم الناظور على إحياء هذه المحطة النضالية التاريخية وجعلها فرصة من اجل تقييم سنة من النضال الأمازيغي، وتجديد آليات النضال خلال السنة الجديد المحتفل بقدومها قصد تجاوز الثغرات وبعث نفس نضالي جديد حول القضية الأمازيغية ووضع خارطة المستقبل لأهم المحاور التي ينبغي إعطائها اهتمام أكثر في مطالب الحركة الأمازيغية. فإذا كانت السنة الأمازيغية المعروفة شعبيا ب “يَنَّايَر” وبإقامة بعض التقاليد المعهودة بهذا الاحتفال مثل تحضير أطباق وأكلات خاصة وإقامة حفلات تعكس تراث منطقة ثامزغا، فأنها تعبر أيضا عن ارتباط الأمازيغ بالأرض ارتباطا روحيا، ويعبرون في هذا “العيد” عن تشبثهم بالأرض وقيم ثيموزغا حتى وصفوه ببداية السنة الفلاحية. في سنة 950 قبل الميلاد، انتصرت إرادة الشعب الأمازيغي عندما نجح الملك الأمازيغي “شيشونك” في معركة دارت وقائعها على ضفاف نهر النيل على الفراعنة، وبالتالي تولي الأمازيغ سدة الحكم في تلك المنطقة من ثامزغا، والتأسيس لبداية عودة الإنسان الأمازيغي للمصالحة مع ذاته ومحيطه، وبناء تجربة سياسية تاريخية عرفت برقيها الحضاري وازدهار اقتصادي. كما أن هذه المحطة تٌعَرف أيضا عن الدور الريادي الذي لعبه الشعب الأمازيغي في تحريك مجريات الأحداث التاريخية في منطقة ثامزغا وحوض البحر الأبيض المتوسط منذ حقب تاريخية تعود لما قبل الميلاد... من هذا المنطلق، كان للجمعيات الأمازيغية خلال العقود الأخيرة الموعد مع تخليد هذه المحطة التاريخية، قصد استنباط قيمها الحضارية والعمل على ضمان استمراريتها لدى الأجيال المقبلة. ونحن نحتفل ونخلد هذه المحطة النضالية التي رافقت تاريخ الأمازيغ منذ سنة 950 قبل الميلاد إلى اليوم، مع حلول السنة الأمازيغية الجديدة 2960، تحت شعار: أسكواس أماينو: تاريخ ونضال، ندعو ونطالب كجمعيات أمازيغية بإقليم الناظور، إلى جانب القوى الحية من داخل الحركة الأمازيغية بالريف والمغرب عموما إلى إقرار وترسيم اللغة الأمازيغية لغة رسمية ووطنية بالمغرب، وإعادة كتابة تاريخ المغرب كتابة موضوعية، وجعل الفاتح من كل سنة أمازيغية عيدا وطنيا. الجمعيات الأمازيغية بإقليم الناضور الجمعيات المساهمة في تنظيم الاحتفال بالسنة الأمازيغية 2960 لماذا نحتفل بالسنة الأمازيغية؟ ديباجة: يقول أحد الفلاسفة: “إن التاريخ هو كل ما يتبقى لدينا عندما نكون قد فقدنا كل شيء”، وحتى لا تلتحق الهوية والثقافة بمقبرة التاريخ، يجدر بنا الحفاظ عليها وإحياء مكوناتها. وأن مهمة كهاته لا علاقة لها بالإقصاء، لأن الإنسانية والعالمية ما هما إلا تراكما لمختلف المكونات التي تشمل هذا العالم الذي نحيا فيه. ما المقصود بيناير؟ يعتبر “يناير” مناسبة تؤرخ للمرور إلى العام الجديد بالنسبة للأمازيغ، فهذا اليوم يصادف 13 يناير من كل سنة، وهو يوم اكتسب صبغة عالمية، فعلى غرار باقي الحضارات العالمية، كانت للأمازيغ يومية خاصة بهم تعتبر أقدم بكثير، وهذه اليومية تعتمد في آن واحد على تغيرات الفصول وعلى مختلف دورات النباتات التي تحدد مواسم مهمة تتعلق بالفلاحة، كما تعتمد هذه اليومية على مواقع النجوم كالقمر والشمس مثلا. لماذا 13 يناير؟ إن حدث 13 يناير من سنة 950 قبل الميلاد، يوافق حدثا سياسيا يكتسي أهمية بالغة بالنسبة للأمازيغ، فمع تواجدهم بكثرة في الجيوش الفرعونية سوف يفرض الأمازيغ أنفسهم والتأثير على ملوك مصر القديمة، ونجحوا بالتالي في انتزاع حقهم في ممارسة شعائرهم الخاصة بهم مثل طقوس دفن الموتى، وهذه الأعمال الروحانية كانت تكتسي أهمية كبيرة في ذلك الوقت، ولعل منها تلك التي لا يمكن أن نمر عليها مر الكرام والمتعلقة بالطقس الجنائزي الذي أقيم عند دفن نامرت والد شيشنق الأول هذا الأخير سيصبح عما قريب المؤسس للمملكة الفرعونية الثانية والعشرين. وبالفعل، فحوالي 950 سنة قبل الميلاد، وعند موت الفرعون “بسوسنس الثاني” اعتلى عرش مصر محارب أمازيغي يدعى “شيشنق” وأخضع كل دلتا النيل لسيطرته، إضافة إلى إخضاعه التام للكهنوت المصري، وأسس عاصمته “بوباستيس” ففي وقت مضى حكم”شيشنق الأول” على بلاد تمتد من الجزء الشرقي لليبيا الحالية إلى حدود دلتا النيل، وحكم مصر بصفته فرعونا من 950 إلى 925 قبل الميلاد. ونظرا لانشغاله باحترام التقاليد الفرعونية، فقد تزوج ابنه الأميرة “ماكارا” ابنة الراحل “بسوسنس الثاني” واحتفالا بهذا الحدث أصبح يناير كذالك رمزا لللقاءات بين الأمازيغ وتاريخهم، الذي سلب منهم بغير وجه حق منذ ما يقرب من ألفي سنة. إحياء ذكرى “يناير”: بالنسبة للأمازيغ يعتبر “يناير” أولا وقبل كل شيء بابا ينفتح على العام الجديد، وإن إحياء ذكراه لم يفقده طراوته ولا أصله. فعندنا، يمتنع البعض عن أكل الأغذية المطبوخة بالتوابل أو المرة خوفا من أن يتجرع سنة لها نفس الطعم، كما يكون الطعام في يناير مشروطا بالمحاصيل الزراعية حسب المناطق، وهو مشروط أيضا بالقدرة الشرائية لبعضهم البعض، وهكذا فان الأطعمة المقدمة سترمز إلى الغنى أو الخصوبة أو إلى الوفرة. إن الاستبشار خيرا بيناير يعود أيضا إلى أننا نربطه بأحداث عائلية أخرى كالتسريحة الأولى للشعر بالنسبة لأخر مولود أو كالزواج... فإلى عهد قريب، كنا نضع خارج المنزل أو على سطحه أواني مليئة بالملح حيث أن عدد حبات الملح يرمز إلى عدد أشهر السنة، وكانت الفتيات يمرحن بإقامة أعراس لمدمياتهن (عرائسهن) في حين كنا نرسل الأطفال إلى الحقول لجني الثمار أو الخضر بأنفسهم. يناير في لمحة موجزة: إن يناير هو في المقام الأول فرصة للتلاقي والاحتفال بالعام الجديد ضمن مناخ أمازيغي مائة في المائة، وهو في المقام الثاني فرصة ليذكر أحدنا الأخر بواجب النضال والتضحية لأجل الحفاظ على الهوية الأمازيغية.