حذّر فيديل موغا، الأمين التنفيذي للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، من خطورة انتقال الأمراض المعدية من سيارات الإسعاف التي تقل مرضى مغاربة قادمين من الناظور بغية تلقي العلاجات الضرورية بالمستشفى المحلي لثغر مليلية المحتل، في "ظل غياب بروتوكول خاص يحمي من مخاطر انتقال العدوى من المصابين المغاربة"، على حد قوله. وأضاف موغا، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء "أوروبا بريس"، أن مرضى مغاربة دون ضمان اجتماعي يلجون مدينة مليلية من أجل تلقي العناية الطبية الضرورية، دون أدنى معرفة عن طبيعة المرض الذي أصيبوا به، مبرزا في السياق ذاته أن "ما يزيد عن 100 سيارة إسعاف مغربية دخلت الثغر خلال السنتين الماضيتين". وزاد القيادي بالتنظيم السياسي ذاته أن العربات المغربية المخصصة لنقل المصابين المغاربة تفتقد لأدنى المتطلبات التقنية والطبية اللازمة، مستطردا حديثه بالقول إن "الطاقم الطبي العامل بالمستشفى الإقليمي للمدينة عاش حالة استنفار قصوى خلال سنة 2015، على خلفية الإبلاغ بوجود فيروس مقاوم للمضادات الحيوية". ودعا المتحدث ذاته فرانسيسكو روبليس، مدير المعهد الوطني الإسباني للصحة، إلى ضرورة الأخذ بعين العدد الهائل من المغاربة، عددهم 30 ألفا، الذين يقصدون ثغر مليلية بغية تلقي العلاج، من خلال الإسراع في توفير المزيد من المعدات الطبية والرفع من مستوى التدابير الوقائية. الدكتور هواري عبد الرحيم، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بالناظور، يقول إن "المستشفى الإقليمي بالناظور يستقبل جميع المرضى وفي شتى التخصصات، كالجهاز العصبي والهضمي والبولي وغيرها من التخصصات التي يتوفر عليها مستشفى الحسني بالناظور، وفي حالة وجود بعض الحالات من المرضى التي يستعصي على المستشفى علاجهم، يتم إرسالهم إلى المستشفى الجهوي بوجدة وليس مليلية". وبخصوص سيارات الإسعاف التي تدخل المدينةالمحتلة، يجيب هواري في تصريح بأن "وزارة الصحة لا علاقة لها بها"، لافتا إلى أنه "إذا كان بالفعل هناك سيارات إسعاف تدخل مليلية بغية نقل مرضى مغاربة إلى المدينةالمحتلة ولا تتوفر على الشروط، فهذا يخص الجمارك والشرطة الحدودية الساهرة على مراقبة المعبر الحدودي". وأضاف المتحدث، في تصريحه، أن "المستشفى الإقليمي يتوفر على سبع سيارات للإسعاف، بها كل الشروط اللازمة، ونستعين في بعض الأحيان لسيارات إسعاف خاصة لبعض الحالات النادرة، حيث يتم إرسالها إلى المستشفى الجهوي بوجدة، وأحيانا نستعمل "الإليكوبتير" عند وجود الحالات الخطيرة والمستعجلة". ويضيف: "خلال الأسبوع الواحد نرسل ما بين اثنتين إلى ثلاث حالات إلى المستشفى الجهوي بوجدة، خصوصا المرضى الذين يحتاجون إلى جراحات تخص أمراض العروق التي تحتاج إلى الدم؛ لأن المستشفى لا يتوفر على هذا العلاج.. أما باقي التخصصات فهي كلها متوفرة". وفيما يتعلق بالأوبئة والفيروسات، يقول المتحدث إن "وزارة الصحة حريصة كل الحرص للتصدي لأي فيروسات وأوبئة قد تعترض المواطنين، خصوصا أن المغرب من بين الدول التي تعمل جاهدة على منعها من الدخول الى المغرب، خاصة فيما يتعلق بالأجهزة الطبية التي تتدخل عبر مليلية وميناء بني إنصار والمطار، فهي تخضع للمراقبة الدقيقة، وفي حالة إن كانت مستعملة فيتم إرجاعها". وأعلن عبد المالك البركاني، عامل مدينة مليلية المحتلة، خلال الأيام الأخيرة، عن عزم السلطات الإسبانية باتخاذ إجراءات صارمة تمنع دخول سيارات الإسعاف المغربية للثغر المحتل. وأكد البركاني، من خلال تصريحات متطابقة لصحف إسبانية بمليلية المحتلة، أنه يبحث عن حل من أجل الحد النهائي من دخول سيارات الإسعاف قبل أن تتسبب في كوارث إنسانية.