مرت على منطقة الريف عدة مشاكسات استعمارية ليبرالية لما بسط الغزاة العتاة الفرنسيين والإسبان نفوذهم في الشمال الشرقي للمملكة التي تعد من أقسى ما شهده المستعمرون في هذه المنطقة بفضل رجولة “الروافة” في بلادهم والغيرة على حرماتهم واسترخاصهم في ذلك النفس والنفيس لأنهم ضد الذل والعار ولا يقبلون بالضيم والفحش والجور ، ليست هذه المعركة التي اتخذها المجاهد البطل العربي الريفي محمد بن عبد الكريم الخطابي تفصلنا ولو بقليل من الشهامة عن المناضل البطل عسوأوبسلام الذي دار معركته مع المستعمر بيد من حديد في معركة صاغرو ببوغافر سنة 1933م التي انتصر فيها على المستعمر أيما انتصار . وقد أدى هذا المستعمر إلى دفع ثمن هجومه على منطقة بوغافر بقيادة الباسل عسو أوبسلام لما قدم هذا المستعمر بقوة عسكرية تعدادها 83ألف مقاتل ، لذلك ورغم قلة الوسائل الوقائية الحربية من طرف المقاومين وقلتهم فإن التشبث الذي اتخذه المجاهدين في سبيل إعلاء راية الإسلام جعلهم ينتصرون بإذن الله على العدو ، لذا انبر الريفيون والأمازيغيون بصفة عامة إلى انضمامهم في صف واحد متحالفين فيما بينهم لمجابهة الكفار الذين أتوا من كل فج ليخدشوا كرامة الرجال والنساء ، لذلك كانت مكانة عسوأوبسلاو في النزاهة ، فقد رفض كل الإغراءات والمساومات التي قدمته فرنسا على يد المترجمين المغاربة ، وقد أدت هذه المعركة الإستعمار الفرنسي خسائر تقدر ب3500قتيل التي استمرت إلى حدود 45يوما ، لكن خسائر مقاومي المجاهد عسوأوبسلام فاقت العدد المذكور بزيادة 500شهيد ومقاوم ، وأكثر المقاومين الذين استشهدوا هم شيوخ وأطفال ونساء ، وكانت هذه المعركة في زمن شهد فيه الريف قمعا وعنصرية لا من طرف المستعمر ولا من طرف السلطة آنذاك الذين كانوا يوصفون الريف ب”الريف المتمرد” وأبرز ما شوهد في هذه المعركة أيضا مشاركة النساء عبر تحريض المقاومين على القتال والجهاد بصبغة دينية وخروج الكفرة السفاه من أرض الأحرار ، الذين كان يتزعمهم الجنرال الفرنسي “بورنازيل” ، وتقول الشائعات أن الجنرال محمد المذبوح إبن كزناية بتازة شارك في المعركة إلى جانب المقاومين ،وقد كان استسلام المقاوم الشهم عسوأوبسلام في 25 مارس 1933م بعد اشتداد الحصارالمفروض عليه برا وبحرا ، وطوقوا جميع الجهات العسكرية في منطقة ايت عطا بسوس وفق شروط لهذه الأخيرة...رحم الله الفقيد وجعله في قلوب المغاربة عزة وخصالا حميدا