قال أحمد الزفزافي، والد "أيقونة حراك الريف" المعتقل ناصر الزفزافي، إن ابنه وضع بالمركب السجني عكاشة بمدينة الدارالبيضاء فقط لأنه طالب بالعمل وببناء مدارس ومستشفى وجامعة، مضيفا أن "السلطات المغربية نصبت له فخا من أجل اعتقاله، حيث إن إمام المسجد لم يتحدث في ذلك اليوم عن الله ورسوله كما كان يفعل، وإنما وصف ما يقوم به شباب الحسيمة من مظاهرات بالفتنة"، بتعبيره. وأضاف أحمد الزفزافي، في مقابلة صحافية خص بها صحيفة "ABC" الإسبانية، أن ابنه المعتقل تدخل وطالب الإمام بعدم إقحام حراك الريف في خطبة الجمعة، كون المتظاهرين ليسوا متمردين ولا يريدون الفتنة، مشيرا إلى أن "وتيرة الاحتجاجات بالمنطقة مرشحة للارتفاع في حال عدم إطلاق سراح المعتقلين، خاصة أن محتجين بمدن مغربية أخرى، مثل الرباط ،خرجوا للتعبير عن دعمهم لمطالب ساكنة الريف". وفي رده على سؤال بشأن ما إذا كانت مطالب الريفيين تتجاوز ما هو اجتماعي إلى ما هو سياسي، قال المتحدث ذاته إن "السياسة توجد في الدول الديمقراطية وليس في المغرب حيث يسجن كل ما طالب بحقه"، معتبرا أن "المغاربة مقسمون، كما هو الحال قديما، بين نبلاء وعبيد"، موضحا أن "ابنه لم يكن أبدا زعيما للحراك في الريف، وإنما شخص يعرف كيف يعبر بشكل صريح عن ما تحتاجه المنطقة"، على حد قوله. "خرجات ناصر الزفزافي لم تنل إعجاب السلطات المغربية التي سارعت إلى اعتقاله، بالرغم من أن مطالب الساكنة تقتصر على جامعة ومستشفى ومركز طبي لعلاج حالات السرطان الناتجة عن الهجوم الإسباني على منطقة الريف باستعمال الأسلحة الكيميائية؛ وهو الأمر الذي يفسر الارتفاع الملحوظ لحالات الإصابة بهذا المرض، مقارنة مع باقي المدن المغربية"، يردف الزفزافي الأب. وقال المتحدث نفسه أ، الذي استقبل صحيفة "أ بي سي" بمنزل أحد أقاربه، إن "الحكومة المغربية تعاملت بسوء مع ساكنة منطقة الريف، وفي عهد الحماية الإسبانية كان هناك 12 من معامل تصبير السمك ومعامل صناعة الأحذية وإنتاج المواد الغذائية ومحطات للغاز، والآن لم يبق شيء من هذا كله"، مشيرا في السياق ذاته إلى أنه "لا أحد يستطيع التساؤل عن مصير هذه المعامل خوفا من الزج به خلف القضبان". "لا وجود للقانون بالمملكة المغربية وإنما ما تمليه القرارات السياسية والأوامر التي تعطى عبر الهاتف، وأنا فخور بابني الذي من الأفضل له أن يموت شجاعا عوض بقائه بين أحضان الأسرة كجبان"، يقول أحمد الزفزافي الذي أكد أيضا أن "مفاتيح حل هذا المشكل، في ظرف خمس دقائق، توجد بيد الملك محمد السادس الذي نطالب تدخله بهدف إعادة المياه إلى مجاريها.. أما الوزراء فيأتون إلى الحسيمة للتجوّل".