يخطونّ برقة ودلال والثقة عنوان تألقهنّ على خشبة المسرح، ورغم ذلك يتشتت ذهنك بين جمال الموديل ورشاقتهن وحسن طلتهنّ الساحرة، إنهن عارضات الأزياء اللواتي تحاصرهن غبطة النساء في كل مكان. تُرى هل ينفقنّ أموالاً طائلة على جمالهنّ؟ وما سر تألقهنّ الدائم؟ هل يقمنّ بحميات قاسية أم يمتنعنّ عن الطعام؟ “لهنّ” يحقق ويكشف لكِ عالم عارضات الأزياء. الجمال بالنسبة إلى عارضة الأزياء خلود عرابي يعتمد على الروح والشخصية في المقام الأول، أما الشكل فيأتي في النهاية، لأن كل امرأة تعلم مواطن جمالها ويمكنها إبرازها. ورغم أن خلود الوصيفة الأولى لملكة جمال مصر لعام 1998، وعلى وعي كبير بأحدث صيحات الموضة والماكياج إلا أنها لا تضع أي مستحضر تجميل إلا في المناسبات أو على خشبة المسرح، وتقول : أنا غير مرتبطة بأي مستحضر ماكياج، ولا أميل إليه بطبيعة شخصيتي وأستطيع التخلي عن جميع أنواع الماكياج خارج العمل لأني أشعر أن شكلي الطبيعي أحلى وأنقى، ولكني أضطر إليه في العمل ولا يكون لي خيار في ذلك. وعن سر تألق عارضات الأزياء تقول عرابي : أغلى النصائح التي اكتسبتها خلال عملي كعارضة أزياء، هي كيفية الحفاظ على جسمي طوال الوقت، فمن الخطر أن تتغير مقاساتي وبالتالي عند زيادة وزني كيلو جرام واحد أعرف كيف أتخلص منه ولا أسمح للسمنة باختراق قوامي. هذا بالإضافة إلى وعيي بأهمية الحفاظ على جسمي وبشرتي من أي جروح، ورغم أنني أم لطفلة إلا أنني مازلت محافظة على قوامي كعارضة أزياء دون اللجوء إلى أي حمية، فأنا أعرف الأطعمة التي تزيد وزني وأبتعد عنها من تلقاء نفسي. وعن إصابة عارضات الأزياء بمرض اضطراب الشهية والامتناع عن الطعام، حفاظاً على جسمهن، تؤكد عرابي أن هذا غير موجود في مصر، لأن المسؤول عن عارضة الأزياء ومصمم الأزياء المحترف لا يقبلوا بعارضة أزياء سيئة التغذية شاحبة الوجه، لأن ذلك يقلل من نضارتها ومن جمال الأزياء التي ترتديها، لذا يجب أن تكون عارضة الأزياء صافية البشرة حتى قبل الخضوع للماكياج، ومن هنا تخضع لنظام غذائي يعتمد على الخضروات والفاكهة، ونظام صارم في مواعيد النوم تجنباً للهالات السوداء التي تصيب العين نتيجة السهر. كما تنصح كل امرأة وفتاة بالاهتمام بالبشرة والأظافر والشعر، لأن هذا عنوان جمال المرأة فإن لم تكن البشرة جميلة وصافية فالماكياج سيكون سيئاً مهما كان جميلاً. البساطة أم الجمال بدأت المذيعة اللامعة انجي علي كعارضة أزياء، واكتسبت الكثير من الخبرة وطرق الاهتمام بنفسها، ورغم ذلك تفضل البساطة قائلة : أؤمن جداً بالمثل الانجليزي القائل ” البساطة أم الجمال” وأطبقه في كل شيء حتى اللبس والماكياج. وتوضح : أنا لا أحب الماكياج ولأني مضطرة إليه عند الظهور في التلفاز، فأنا لا أضع أساس مثل كريم الأساس أو البودر، أما مستحضر الماكياج الذي لا أستغنى عنه مطلقاً هو بودرة الخدود البرونزية. لكل مقام مقال رغم أن عارضات الأزياء أول من يرتدين موضة الموسم في أزياء الصباح والسهرة، إلا أنهن متواضعات كثيراً في مظهرهن، فغالباً ما نجدهن في يومهن العادي بدون ماكياج، مرتديات جينز في الصباح، والسبب في ذلك كما تقول سنا اسماعيل أنه مثلما تحث آداب الحديث على اخيتار الكلام المناسب فلكل مقام مقال، تحث أيضاً آداب الملابس على أنه لكل وقت ما يناسبه من ملابس. أما سر ابتعاد “الموديلز” عن الماكياج في حياتهن العادية، فترجعه سنا إلى أن بشرة وشعر عارضة الأزياء هما رأس مالها، ولأنها تستخدمهما أكثر من أي فتاة عادية عليها أن تمنحهما الراحة الكافية، فالبشرة في حاجة دائماً إلى التنفس خاصة ليلاً. وتتابع قائلة : رغم شعوري برغبة في امتلاك كل فستان جميل أعرضه، إلا أني أرتدي الجينز في حياتي العادية ولا أضع الماكياج إلا نادراً، لكني أهتم ببشرتي حسب أصول التجميل الأساسية فأغذيها بكريم النهار وكريم الليل، وأقنعة البشرة المرطبة. العارضات أكثر ثراءًا في الوقت الذي تحقدين فيه على سعادة عارضات الأزياء فالدراسات العلمية تؤكد أن العارضات الأقل سعادة والأكثر ثراءًا. تعليقاً على هذا الأمر تؤكد المذيعة والموديلز أمينة شلباية ملكة جمال مصر لعام 1990، أن عارضات الأزياء في مصر لا يتمتعن بالثراء الذي تذكره الصحف، إذ تقول : قد يكون الثراء حقيقة في أوربا ولكن حياة عارضة الأزياء في مصر عادية جداً، كما أنها غالباً ما تعمل في مهن إضافية. وعن مرض العارضات بالنحافة تقول شلباية: المنافسة الجبارة بين العارضات في أوربا هي التي تدفعهن إلى المبالغة في النحافة وقد صل الأمر إلى تعاطي البعض للهيروين حفاظاً على مقاسات الجسم، لكن عروض الأزياء في مصر قليلة والمنافسة غير مشتعلة، كما إن مقاسات عارضة الأزياء في مصر 36 أو 38 وهذا الطبيعي لأي بنت رشيقة، على عكس المقاسات الأوربية التي يجب أن تكون 32. في النهاية تؤكد ملكة جمال مصر لعام 1990، أن عارضة الأزياء يجب أن تتحلى بحسن التصرف أثناء العرض إذا تعرضت لأي موقف حرج، وتقول : ذات مرة خلع مني الحذاء قبل نهاية العرض فأخذت خطوة إلى الكواليس بدون حذاء، والجمهور أخذ الموقف بمرح وصفق قائلاً “سندريلا”. ومرة أخرى كانت الأحذية نفس الموديل فلم أنتبه وارتديت واحدة صفراء والأخرى برتقالي وأثناء العرض لاحظت أنني لونين مختلفين، ولكني تجاهلت الموقف وكأن شيئاً لم يكن.