"اقتحام البيت بعد كسر بابه. الضرب والسب والشتم. الاعتداء على والدة وأقراب الزفزافي.." هكذا حاول أحمد والد ناصر، بجهد، وبتأثر كبير، تلخيص ما وصفه ب"الجحيم"، واللحظات التي لم يجد لها كلمات مناسبة، للتعبير عن ما عاشوه خلال بحث عناصر الأمن عن ابنه، وهو يتحدث داخل منزل الأسرة بمدينة الحسيمة. في السياق، قال أحمد الزفزافي، إن عملية اقتحام "منزله البسيط كان لها وقع كبير على نفسيتهم. وانضافت للحكرة التي يعانون منها يومياً بسبب تهميش المدينة ومحاصرتها عسكرياً واقتصادياً". ووصف عملية الاقتحام ب "الهمجية"، حتى أن الأمنيين لم يتركوا لمن في المنزل فرصة فتح الباب بشكل عادي، مع العلم أن ناصر لم يكن في المنزل حينها. حسب روايته. وبدا والد الزفزافي يعتصر ألماً وهو يحكي لحظة تكسير باب منزله "بحديدة" وبركلات الأمنيين، ما أدى إلى تحطيم نصفه بالكامل، قبل أن يصلحه أحد المحسنين، يقول والد ناصر. وأضاف أحمد الزفزافي، أن "عناصر الأمن لما اقتحموا منزله ضرب أحدهم زوجته بحذائه بكل قسوة وسقطت مغشيا عليها على الأرض". وتابع بالقول إنه طالبهم باحضار الإسعاف لزوجته لنجدتها بسرعة، إلا أنهم لا يستجيبوا له، ما اضطره لحملها شخصيا على وجه السرعة إلى المستشفى وهي فيحالة غيبوبة. وواصل والد ناصر سرد روايته بالقول، إن "الأجهزة الأمنية التي اقتحمت المنزل طلبت منه كشف المكان الذي ينام فيه ابنه ناصر، لتتم مصادرة الكثير من الأغراض الخاصة به، وخرجت هذه الأجهزة لحظة حمله لزوجته إلى المستشفى، لكنه فوجئ بعودتها من جديد إلى المنزل وتمت مصادرة الكثير من الأغراض الخاصة الأخرى". كما لم تسلم أغراضه الشخصية بدورها، منها هاتفين لم يتم إرجاعهما لحد الآن. وتم حجز أمور أخرى، قال إنه "لا يريد الكشف عنها أمام وسائل الاعلام". وشدد والد الزفزافي على أنه بحث عن مصطلح عربي يصف طريقة اقتحام منزله ولم يجد. وتابع أن أقل ما يمكن أن نسمي به هذا الأسلوب هو أنه اُسلوب "همجي". بدورها، صرحت والدة ناصر ، "ابني لم يفعل أي شيء يسيء لهذا البلد". والدة الزفزافي اعتذرت بشدة وبكل أدب، لكونها كلما تحدثت في الموضوع تنهار بالبكاء وتدخل في حالكة هستيرية، حسب ما حكاه زوجها . وبدت والدة الزفزافي شاحبة ومتعبة الملامح، وأرجلها لم تعد تقوى على حمل جسمها المنهك، من شدة الإرهاق والتعب وقلة النوم بفعل ما وقع لابنها، فضلاً عما تعرضت له أسرتها الصغيرة من قساوة في المعاملة من قبل الأجهزة الأمنية لحظة اقتحمت المنزل.