ذكرت مصادر متطابقة أنه جرى تكليف فرقة خاصة من طرف القيادة العليا للدرك الملكي لرصد المروحيات المشبوهة، التي تخترق المجال الجوي للمغرب، والتي يشتبه في علاقتها بالتهريب الدولي للمخدرات. وجرى تحديد عدد من المدن والأماكن التي ستعمل بها عناصر الدرك المتنقلة، من بينها مدن الناظور، والحسيمة، والقصر الكبير. وذكر مصدر مطلع أن القيادة العليا للدرك الملكي كلفت عناصر متخصصة في قيادة المروحيات الخفيفة للانتقال إلى المنطقة الشمالية، بعد الحديث عن نشاط شبكة للاتجار الدولي في المخدرات، تستعمل مروحيات لتهريب مخدر الشيرا، من مدينة الحسيمة. وقال المصدر نفسه ل “المغربية” إن القيادة العليا للدرك الملكي عملت على تعيين عناصر درك لتمشيط منطقة معينة، بالشريط الساحلي بالشمال، بعد أن علم لدى مسؤولين أن عناصر من الدرك بالقيادة الجهوية بالحسيمة لم تتمكن من ضبط مروحيات تقتحم الأجواء المغربية. وأعلنت وزارة الداخلية أن البحث جار بشكل مكثف عن عدد من الأشخاص، من بينهم حوالي عشرة إسبان، وتبين حسب العناصر الأولية للتحقيق، الذي تباشره وزارة الداخلية أن عمليات الاختراق ذات صلة وثيقة بالتهريب الدولي للمخدرات. ومن المنتظر أن تطلع لجنة خاصة على عدد من “الرادارات” المنتصبة بالساحل الشمالي للتأكد من سلامتها، خاصة بعد تكرر حالات اقتحام طائرات الأجواء المغربية. وستنتقل عناصر الدرك الملكي بمروحياتها المعروفة بطيرانها على علو منخفض، إلى مدينة الناظور لتمشيط أماكن محددة، يرجح أنها أصبحت معاقل لتهريب الحشيش نحو الجنوب الإسباني، باستعمال مروحيات مشبوهة. يشار إلى أن المغرب شهد، أخيرا، تصاعدا لعمليات الاختراق لمجاله الجوي، خاصة في منطقة الشمال، من قبل طائرات قادمة من إسبانيا، وجرى تسجيل سبع حالات سنة 2007، و20 حالة سنة 2008، و13 منذ بداية السنة الجارية. ويتعلق الأمر في غالب الحالات، بطائرات خاصة، إضافة إلى مروحيات غالبا ما يكون أصحابها أجانب. يذكر أن المصالح الأمنية المختصة تمكنت من توقيف سبع طائرات، بعد هبوطها بالمغرب، كما تعرضت بعض الطائرات لعمليات إحراق للحيلولة دون تحديد هويتها. وأفضت التحقيقات التي قامت بها السلطات المحلية إلى اعتقال أربعة إسبان وأميركي واحد و35 مغربيا خلال سنتي 2008 و2009.