تنزيلا للاستراتيجية القطاعية المندمجة في مجال الوقاية ومناهضة العنف في الوسط المدرسي، وتفعيلا للإجراءات المتضمنة بالتدابير المهيكلة للمشروع المتعلق بالارتقاء بالعمل التربوي داخل المؤسسات التعليمية. نظمت المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بالناظور لقاء دراسيا يوم الثلاثاء 14 مارس 2017 حول إرساء المركز الإقليمي للوقاية ومناهضة العنف بالوسط المدرسي، تحت شعار (سنة دراسية بدون عنف). هذا اللقاء الذي احتضنه الفرع الإقليمي للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالناظور وحضره أعضاء مجلس التنسيق واللجنة الاستشارية وهيئة التدبير والتتبع والمواكبة، وهم ممثلون لمديري المؤسسات التعليمية والأساتذة والمفتشين والتلاميذ وجمعيات آباء وأمهات التلاميذ، إلى جانب جمعيات المجتمع المدني والمنتخبين، وممثلي السلطات الأمنية والقضائية وقطاعات الصحة والشباب والشؤون الإسلامية والداخلية والتعاون الوطني وغيرهم. انطلق اللقاء على الساعة التاسعة صباحا، افتتحه السيد حسان الناصري المدير الإقليمي بكلمة أشار فيها إلى السياق العام الذي ينعقد فيه اللقاء، وهو صدور الدليل المسطري لمراكز الوقاية ومناهضة العنف بالوسط المدرسي، لافتا النظر إلى أن إرساء هذه المراكز هو وليد العمل التشاوري وطنيا وجهويا وإقليميا من طرف الوزارة بدعم من منظمة اليونيسيف، بعد إنجاز عدد من التقارير والدراسات حول ظاهرة العنف بالمؤسسات التعليمية ومحيطها. كما أن التدبير رقم 20 في إطار المشروع المندمج رقم 9 ضمن المشاريع المندمجة للرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم 2015-2030 يرمي إلى الارتقاء بالعمل التربوي داخل المؤسسات التعليمية من خلال ترسيخ النزاهة والقيم بالمدرسة. فهذه المراكز تعتمد مقاربة منفتحة تستحضر الأبعاد البيداغوجية والسيكولوجية والحقوقية من أجل مناهضة العنف بالوسط المدرسي. وبعد استعراض أهداف إصدار الدليل، أبرز أهمية هذا اللقاء في إثراء النقاش حول الموضوع، وحول الاستراتيجية القطاعية المندمجة في هذا المجال، مؤكدا أن تفعيل أدوار هذا المركز يتحقق عن طريق إسهام كل المتدخلين من داخل المدرسة ومن محيطها المجتمعي. تضمن برنامج اللقاء الدراسي، عرضا قدمه الأستاذ علي بلجراف رئيس مصلحة الشؤون التربوية، استعرض فيه السياق العام والمرجعيات التي يتأسس عليها إنشاء المركز، من نصوص معاهدات دولية ودستور المملكة التي تنص على احترام حقوق الطفل وضمان أمنه وسلامته، إضافة إلى مشاريع الوزارة التي تحرص على إرساء وترسيخ مدرسة الاحترام والارتقاء بالعمل التربوي وإعداد النشء، وتربيته على قيم المواطنة والديمقراطية والتسامح. وعرج على محطات ملف الوقاية ومناهضة العنف بالوسط المدرسي من دراسات أولية وتعميقية وإعداد الاستراتيجية القطاعية، وما تلاها من إحداث خلايا الإنصات محليا بالمدارس، ثم إحداث المراكز الجهوية لمناهضة العنف، ثم المراكز الإقليمية مع إنشاء البوابة المعلوماتية لرصد الظاهرة، وإعداد الحقيبة التربوية، ثم قدم لمحة مفصلة عن الاستراتيجية القطاعية المندمجة للوقاية ومناهضة العنف وما تتضمنه من خطط وفعاليات وإجراءات هامة، أتبعه بتعريف بمحتويات ومضامين الحقيبة التربوية وما تتيحه من معلومات وأنشطة، يمكن استثمارها في العمل اليومي والتداريب التكوينية والحملات التحسيسية والتوعوية للوقاية ومناهضة العنف، خاتما عرضه بالإشارة إلى التحديات التي تواجه المشروع وآفاق التطوير الممكنة. وعرضا ثانيا حول إرساء وتفعيل المركز الإقليمي للوقاية ومناهضة العنف بالوسط المدرسي، قدمه الأستاذ حافظ أزواغ المنسق الإقليمي للمركز، أتبعه بعرض تقديمي حول استثمار حالات العنف بالوسط المدرسي بإقليم الناظور، عرف فيه أنواع العنف مصنفا الحالات التي شهدتها المؤسسات التعليمية والمتسببين فيها، واستعرض أرقاما حول تطور الظاهرة، من حيث نوع الحالة والسلك التعليمي. هذه العروض تلتها مناقشة مستفيضة تطرق فيها المتدخلون إلى ظاهرة العنف وامتداداتها وتأثيراتها على السلم الاجتماعي، آملين القضاء عليها. بعد فترة استراحة، انخرط المشاركون في ورشتين، الأولى حول التكوين، والثانية حول خطة التحسيس، أسفرت الورشتان عن جملة من التوصيات والمقترحات الهامة، بعد تلاوتها من طرف المقرر، اختتم اللقاء على إيقاع كلمة شكر ألقاها السيد علي بلجراف رئيس مصلحة الشؤون التربوية، نوه فيها بمشاركة الحاضرين والاهتمام الذي أبدوه والحرص الذي أبانوا عنه للإسهام إلى جانب المؤسسة التعليمية في محاصرة الظاهرة ومحاربتها، ترسيخا للسلم والأمن.