شهير أكردوع // منذ دخول مدونة السير تغير المواطنون وأصبحوا منضبطين أكثر، وبدأ المرء يفكر مرتين قبل أن يقود سيارته، فقد أصبحت العقوبات أقسى وأصعب من أن ينجو منها المواطن كما كان سابقا. وقد استبشر منها المغاربة خيرا طمحا في أن تحد المدونة ولو قليلا من الرشوة المستفحلة واستغلال السلطة من بعض رجال الأمن الذين يظنون أنفسهم أنهم فوق القانون بحجة حملهم شارة الأمن والتي ما هي إلا بتكليف وليست بتشريف، فكما يبدو أن هذا الأمر لم يفهمه الكثيرون منهم خصوصا في مدينة الناظور بحيث أن عددا كبيرا منهم لا يؤدون واجب التأمين على سياراتهم الخاصة وهذا لا يستطيع معرفته إلا شرطي مثله إذا ما أوقفه جانبا للتحقق من أوراق سيارته أو لارتكابه أية مخالفة، لكن سرعان ما يسمح له بالمغادرة بمجرد ما يُعَرِّف الشرطي عن نفسه بأنه زميل، و الفاضح في هذا الأمر هي تلك الملصقة التي تلصق على الواجهة الأمامية من زجاج السيارة “لافينييت” الدالة على أن صاحب هذه السيارة قد أدى مستحقات الضرائب على سيارته، والتي لا نرى لها أي أثر على كثير من السيارات الخاصة لرجال الأمن، بعكس ما يفعلونه بترك قبعاتهم عمدا داخل السيارة لتظهر أن صاحبها شرطي، وكأنه يود أن يقول “ممنوع اللمس”. والغريب أن هذا الشيء أصبح معروفا لدى الجميع وبات وصمة عار في حق الأمن الوطني الذي من واجبه حفظ القانون وتطبيقه وليس استغلال النفوذ للمصالح الشخصية. فكما يقال، فاقد الشيء لا يعطيه. فبأي وجه سيوقف هذا الشرطي مواطنا ويطالبه بوثائق التأمين والضرائب على العربة وهو بنفسه لا يؤديها