في الملتقى الأمازيغي بالناظور... أمازيغيون يؤكدون أن وجود نصوص قرآنية بالمقررات الدراسية أمر خطير يهدم الذاكرة الجماعية للأمازيغ عن أنباء الريف بتصرف اعتبر ناشطون أمازيغيون وجود نصوص قرآنية في جل الكتب الدراسية كالتلاوة والتاريخ وحتى مواضيع الإنشاء ب”الخطير جدا”، يهدم الذاكرة الجماعية للأمازيغ ويصبح بعدها ” أشبه بتعليم تنظيم طالبان في أفغانستان، وبوابة للنظام المغربي لاغتصاب الذاكرة الفردية للأمازيغ. واشار آخرون إلى مطاهر تقديم الخمور في الأماكن العمومية والمؤسسات بأنها مظاهر حداثية، من صميم الذاكرة الجماعية الأمازيغية، ويستوجب الحفاظ عليها ومقاومة الداعين إلى رفضها، وذلك صيانة للذاكرة و ترسيخا للتعددية وحرية الاعتقاد التي هي المدخل الطبيعي للأمازيغية ، بدلا من العلمانية المدسوسة بالماركسية. كان ذلك خلال نقاش ضمن ورشة في موضوع الأمازيغية و التاريخ و الذاكرة الجماعية. في إطار فعاليات ملتقى الريف الثاني حول “الأمازيغية .. المساواة و التسامح و التعايش، الذي تنظمه جمعية أوسان الأمازيغية وجمعية تيفاوين بهولندا أيام 26-27 شتمير الجاري بالمركب الثقافي بالناظور. وأشار المشاركون إلى ان المشكلة في ذاكرة النظام المغربي في علاقته مع الأمازيغية، فتكريس اللغة العربية كلغة رسمية ضرب من ضروب التمييز المحرم دوليا، ومناهضته وإقرار المساواة تقتضي احترام حقوق الأفراد والجماعات وحرياتهم، فكل الخطوات التي قام بها النظام –برأيهم- إنما هي ديماغوجية لا تخرج عن إطار استهداف الذاكرة الأمازيغية. من جانبه ركز الباحث الإمازيغي الأستاذ الحسين الإدريسي في مداخلته حول الدين الأمازيغية والتاريخ والذاكرة الجماعية على الحديث عن الدين وليس عن الإسلام في علاقته بالأمازيغية معتبرا بأن الأمازيغيون تدينوا بديانات مختلفة كالمجوسية والمسيحية وغيرها “فسكان افريقيا الأمازيغ يربطهم كيان ثقافي والطقوس الممتزجة بالسلوكيات الثقافية والأدبية التي تعطي تميزا عن غيرهم من الأمم والحضارات ، تتجلى في الرقصات والحفلات.” فالغزوات المتكررة التي شهدها الأمازيغ مسحت هويتها المكتوبة ولم يبق منها غير الشفوية والممارساتية التي أصبحت المرجعية الثقافية الوحيدة لديهم في غياب الموروث الكتابي . وقال الإدريسي في الملتقى الذي عرف مشاركة ممثلين وممثلات عن جمعيات أمازيغية من الريف و مدن فاسمكناساكادير والرشيدية ومناضلي جمعيات المغربة بالمهجر، إننا “نعاني مشكل مع الأصولية السلفية التي أرادت لبس الإسلام بلبوس عرقي، كما عانى أجدادنا اليهود والمسيحيين مع العرب الأصوليين” مشددا على ضرورة بقاء الأمازيغية نواة ومركز للدولة لتبقى حرية الأديان متاحة لكل واحد على أن يبقى أمازيغي ، “فلا مشكلة لدينا في الدين فاليعتنق الأمازيغ ما يشاءون لكن الهوية يجب أن تبقى امازيغية”. وعزا أسباب ضلوع الأمازيغ في أحداث إرهابية بأوربا وإسبانيا وأمريكا، إلى تدمير الكيان الثقافي للأمازيغ بحيث تم شحنهم بالعدوانية من قبل عرب الشرق ليتحولوا إلى قنينات غاز، على عكس آبائهم الذي كانوا متشبعين بثقافتهم الأمازيغية حصنتهم من تأثير الآخرين. وفي كلمته الافتتاحية أشار محمد الحموشي إلى أهمية الملتقى الذي قال إنه ينعقد في ظل استمرار السياسات الإقصائية والاستيعابية للدولة في مجال الإعلام والتعليم والإدارة. ويطرح إشكالية التمييز من منطلق البحث في عناصر المساواة والتسامح والتعايش ويؤكد على احترام حرية الآخر الثقافية والدينية واللغوية والفكرية، كما يسعى إلى استكمال الحلقات الدراسية المنجزة خلال اللقاء الأول المنعقد بالحسيمة حول الأمازيغية والانتقال الديمقراطي شهر فبراير من سنة 2007. ويهدف الملتقى إلى إيجاد تحليل وفهم دقيق لهذه المشاكل ويبحث عن السبل المناسبة للتعامل معها ومناقشتها وتحليلها كخطوة أولى في معالجتها. وتحقيق تراكم معرفي يفسح المجال لفهم واستيعاب الواقع المغربي الملموس بعيدا عن الاستعلاء الجنسي والعرقي واللغوي والديني الذي يتم توظيفه كخزان احتياطي لتغذية أنظمة إضفاء المشروعية على الفعل السياسي “العروبي” الرسمي والحزبي ببلادنا. ومباشرة بعد إنهاء اعمال الورشات قام المشاركون بزيارة رمزية تضامنية مع رئيس جمعية الريف لحقوق الإنسان بالناظورالمعتقل بسجن عكاشة، على بيته بحي لعراصي للتعبير عن مساندتهم له.