منذ أزيد من أسبوع ، و مباشرة بعد سقوط أمطار الخير على مدينة الناظور و نواحيها،يعيش السكان أزمة المياه الصالحة للشرب بسبب تغير طعمها و رائحتها، أدخل في نفوس المواطنين تخوفات من إصاباتهم بأمراض خطيرة في ظل صمت مطبق للجهات المعنية و عدم قيامها بأي تحرك يروم توعية السكان و إطلاعهم على الوضع الجديد و طمأنتهم او تحذيرهم بعدم الاستعمال في حالة إذا كان هناك خطر يتهدد حياتهم، محملين لها كامل المسؤولية. و في ظل هذا الوضع الذي اعتبره بعض السكان “خطير جدا”، عمد هؤلاء إلى شراء المياه الصالحة للشرب من الأسواق رغم أنها لا تكفي لسد الحاجيات خصوصا إذا كانت الأسرة كبيرة، مما كلف هذه الأسر ميزانية إضافية عزوا أسبابها إلى عجز الجهات المعنية عن القيام بواجب الإخبار و التوعية، فيما عمدا آخرون ممن يملكون وسائل نقل إلى التنقل خارج المدينة لجلب مياه الشرب من العيون و الآبار. و وسط هذا الصمت المرفوض من قبل السكان، تناسلت تساؤلات المواطنين حول أسباب تغير الرائحة دون أن يجدوا لها جوابا، مما فتح الباب واسعا أمام إشاعات كثيرة زادت من تخوفهم على حياتهم، و من بينها أن جثثا لأفارقة تعفنت بصهاريج مياه الشرب، و تسرب مياه الصرف الصحي إلى قنوات المياه، و غيرها من الإشاعات التي فندها المدير الإقليمي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب مختار الجباري في تصريح ل”التجديد” هذه الإشاعات لا أساس لها من الصحة ، و قال بأن تحليلات تم إجراؤها للمياه أسفرت عن عدم احتوائها على أية أخطار تضر بصحة المستهلك. و عزا سبب انتشار الإشاعات إلى التأخر في التوعية بسبب الانشغال بإيجاد حلول بديلة لتلوث المياه الآتية من السدود، بحيث راسل المسؤولين بإخبارهم و التنسيق بينهم لتطويق المشكل، مؤكدا بان حملة توعوية ستنطلق ابتداء من الإثنين 28 شتنبر بكافة المؤسسات التعليمية لإزالة الشكوك لدى المستهلكين. و عن الأسباب الكامنة وراء تلوث المياه أشار الجباري بأن امتلاء السدود بنسبة مائة بالمائة المزودة لمحطة المعالجة عبر القناة طولها 45 كلم، أرغم القائمين عليها بتخفيض مستوى المياه بواسطة فتحة بأسفل السدود و التي غالبا ما تكون ملوثة بفعل تراكم الأتربة، ساهمت في تلوث مياه القناة المزودة للمحطة، و زادتها أمطار الخير تلوثا بفعل انجراف الأتربة من جوانب القناة بحيث أصبح تحويل المياه إلى محطة المعالجة أمرا مستحيلا بعدما ارتفعت نسبة التلوث و أصبح غير قابل للمعالجة، ” لنضطر إلى فتح قناة تزود اخرى تربطنا بسد عربات و هو سد تلي يحتوي على مليوني متر مكعب فقط نلجأ إليه في مثل هذه الطروف يحتوي على الطحالب.. وهذه الطحالب هي التي غيرت طعم المياء. و من جهة أخرى اعتبر متتبعون بأن الإجراءات المتخذة من قبل المكتب تبقى جزئية و غير كافية خصوصا إذا طالت مدة الفيضانات، داعين إلى اتخاذ تدابير وقائية أكثر فعالية لإنقاذ المدينة من عطش في عز الشتاء.