أثار استثناء مناسبة عيد الفطر من لائحة العطل السنوية المنظمة لسير الاشتغال خلال الموسم الإداري الحالي جدلا واسعا بين الجاليات المسلمة المقيمة بتراب المملكة الأيبيرية، والتي عبرت عن موقفها الرافض لما اعتبرته "إجراء إقصائيا تجاه فئة تدين بالإسلام"، لا سيما أن الجدول المصادق عليه، والمنشور بالجريدة الرسمية، يتضمن فقط إجازة عيد الأضحى المخصصة لمسلمي ثغري سبتة ومليلية الرازحين تحت التواجد الإسباني، دون غيرهم. وفي تعليقه على قرار الحكومة المركزية بمدريد، قال مصطفى أبرشان، رئيس حزب "التحالف من أجل مليلية" المعارض، إنه "من حق المسلمين أيضا الاحتفال بعيد الفطر رفقة أسرهم، تماما كما يحتفل المسيحيون بالمناسبة الدينية Viernes Santo". هذا التصريح أثار حفيظة خوان خوصي إمبرودا، رئيس الحكومة المحلية لثغر مليلية، الذي اتهم أبرشان ب"التحريض على التفرقة وزرع الفتنة والكراهية بين المواطنيين". كما أكد رئيس حزب "التحالف من أجل مليلية" المعارض ، ضمن مداخلة ألقاها داخل البرلمان المحلي في مليلية، أن "إقرار مناسبة عيد الفطر يوم عطلة سيعزز مبدأ التنوع والتعايش بين مختلف الجاليات والأعراق والديانات، وذلك في إطار الاعتراف بثقافة المسلمين والمسيحيين واليهود والهندوس الذين يتعايشون في انسجام تام"؛ وهو الطرح نفسه الذي دافعت عنه اللجنة الإسلامية الناشطة في الثغر، بذريعة أن "نصف ساكنة المدينة مسلمون". وفي منحى ذي صلة، شدد إدريس مصطفى، رئيس اللجنة الإسلامية لمدينة مليلية، على "ضرورة إعلان مناسبة عيد الفطر يوم عطلة ضمن جدول الأعمال السنوية الصادر بالجريدة الرسمية؛ وذلك تطبيقا لبنود الاتفاق الثنائي الموقع بين المؤسسة التي يرأسها والحكومة المركزية بمدريد سنة 1992" .. في المقابل، استبعد دانييل كونيسا، الناطق الرسمي باسم الحزب الشعبي الحاكم، فرضية إجراء أي تعديل بشأن هذا المرسوم. من جانبه، أوضح رياض تاتاري، رئيس اللجنة الإسلامية في إسبانيا، ضمن تصريح نقلته وكالة الأنباء "أوروبا بريس"، أن "مطالب الأطراف الغاضبة من قرار إلغاء عطلة عيد الفطر تظل بسيطة جدا، بالمقارنة مع النسبة المرتفعة للسكان المسلمين بسبتة ومليلية الذين يحق لهم الشعور بالدفء من قبل الآخرين"، في إشارة إلى إلزامية الإقرار بحقوقهم الدينية والسهر على تفعيلها من طرف الجهات الوصية. وتابع تاتاري حديثه بالقول إن "اللجنة الإسلامية بإسبانيا مهتمة بالموضوع، وتقوم باستشارات مع هيئات دينية وسياسية ومدنية وسياسية بغية إيجاد حل لهذا المطلب على الأقل في الموسم الحالي"، مشيرا إلى أن "الاعتراف بعيدي الفطر والأضحى سيعزز التعايش داخل مدينتين يقطنهما أزيد من 44 ألف مسلم، وكلهم يفضلون قضاء هاتين المناسبتين الدينيتين مع ذويهم، خصوصا الأطفال الصغار"، حسب تعبيره.