تعتبر الفاعلة الجمعوية والسياسية، ليلى أحكيم، من أبرز الوجوه الناشطة بالريف، والتي راكمت رصيدا من العمل الجمعوي والسياسي مكنها من أن تحظى بمكانة مميزة بالمنطقة. ولعل تواجدها القوي بالمشهد السياسي خلال العقد الحالي، من خلال ترشحها بالمجلس البلدي، ونيلها لمقعد بمجلس جهة الشرق في صيغته الجهوية الجديدة، لأمر يؤكد مدى الحضور القوي لهذه السيدة، التي يصفها متتبعوها ب "المرأة الحديدية"، لما لها من مواقف سياسية ثابتة، كان ساسة الناظور والريف شاهدين على ذلك. وبعد أن حظيت أحكيم بتولي الكتابة المحلية لحزب الحركة الشعبية بمدينة الناظور، وهي سابقة لدى نساء المنطقة، بالإضافة الى تواجدها القوي بالفعل الجمعوي للمنطقة من خلال تنظيم عديد الحملات الطبية المجانية، لقافلة الخير التي تترأسها، وينضاف الى ذلك توليها رئاسة النقابة الجهوية لصيادلة الناظور، وهي سابقة أيضا على المستوى النقابي بالمنطقة، حيث تعتبر أحكيم أول امرأة تترأس هذه النقابة المهنية التي تضم خيرة ونخبة أبناء الإقليم… بعد هذا كله، فإن الرهان الأكبر الذي يراه عدد من متتبعي الشأن المحلي، هو كيف يمكن أن تواصل هذه المرأة مسارها الاجتماعي والسياسي الحافل، وما هي طرق دعمها بعد أن باتت تمثل نساء الريف، وساهمت بمجهودها الوافر ومثابرتها، في تغيير الصورة النمطية التي كانت في الماضي مقرونة بالنساء الريفيات. تغيير هذه الصورة النمطية عن المرأة الريفية، يقول متتبعون، لا يمكن أن يتغير الا بإرادة بَنّاءَة من الرجل، الذي يبقى الداعم الأساسي للمرأة في تخطي مثل هذه العوائق بدل السعي للنيل منها، ومحاولة كبح طموحاتها… وهو الأمر الذي ما فتئت ليلى أحكيم تتعرض له، من قبل بني جلدتها، عبر تسخير أساليب عديدة لمحاربتها. والواقع يقول غير ذلك، فمسار هذه المرأة النضالي يتحدث عنها، من خلال مساهمتها في التأسيس لمرحلة جديدة من العمل السياسي بالمنطقة، بعد سنين وعقود من احتكار الرجال لهذا المجال بالمنطقة، قبل أن تقرر خلال صيف سنة 2009 دخول عالم السياسة والانتخابات بمعية نساء ومناضلات ريفيات أخريات، وتتترشح فيما بعد لولايتين متتاليتين لها كعضوة بالجماعة الحضرية للناظور، وتساهم من خلال اقتراحاتها وآرائها في عديد المشاريع التي تشرف عليها بلدية الناظور حاليا. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، كيف لامرأة مثل ليلى أحكيم، أن تواصل عملها النضالي على المستويين الجمعوي والسياسي، في مجتمع ذكوري لا زال بعيدا نوعا ما عن ترسيخ مقاربة النوع، من خلال إشراك المرأة في تدبير الشأن المحلي؟ وهل حقا تتعرض ليلى أحكيم لمحاولات إسقاطها بعد توهج سياسي وجمعوي قل نظيره بالمنطقة؟