بدأت مغربية سكان سبتةالمحتلة تقلق السلطات الإسبانية وفي هذا الإطار قدمت مجموعة من الهيآت السياسية بسبتةالمحتلة مذكرة تطالب فيها الحكومة المحلية بضرورة تدخل الحكومة المركزية الاسبانية اعتبار المغاربة سكان سبتة أنهم مواطنون إسبان. وقد صرح الحزب الشعبي بسبتةالمحتلة وإن كان قد اعترض على شكل المذكرة أن «مغاربة سبتة هم اسبان ولهم كامل الحقوق» في حين صرح أحد الأحزاب المحلية أن العديد من سكان سبتة المغاربة يعاملون في المغرب على أساس أنهم مغاربة «ضد إرادتهم» واعتبر هذا الحزب أن ذلك يشكل خرقا للحرية الشخصية ، وتدخلا في الشؤون الداخلية لإسبانيا وضربا للمبادئ الأساسية لنظام التعايش بين الدول على حد تعبير هذا الحزب. وطالب هذا الحزب بأن تتكتل كل الأحزاب المحلية من أجل تكثيف الجهود لحمل الحكومة المركزية الإسبانية على أن «تتخذ كافة التدابير المناسبة بأن يتمتع مسلمو سبتة بنفس الضمانات القانونية التي يتمتع بها باقي المواطنين الاسبان عندما يلجون التراب المغربي». وتأتي هذه التحركات على خلفية اعتقال عدد من مغاربة سبتةالمحتلة من طرف السلطات المغربية ومعاملتهم على أساس أنهم مغاربة، وكذلك على خلفية طلب ترحيل متهمين في بعض الأعمال الارهابية من أجل محاكمتهم في المغرب. وتتعامل السلطات المغربية على هذا الأساس دون الأخذ بعين الاعتبار وثائق الهوية الاسبانية التي يدلون بها. وقد قامت عدد من الهيآت السياسية في سبتةالمحتلة بعدة تحركات من أجل منع ترحيل أعراس ومواطن مغربي آخر متورطين في أعمال إرهابية وكذلك المدعو «النيني» لكن الحكومة المركزية الاسبانية لم تستجب لحد الآن لنداءاتهم. والواضح من هذه التحركات أنها ليست لسواد عيون مغاربة سبتةالمحتلة بل لاضفاء الطابع الاستعماري على كل مكونات المدينة الجغرافية والتاريخية والبشرية، فسلطات الاحتلال وكذلك المواطنون من أصل إسباني لايطيقون العيش في وسط أناس يعتبرون مغاربة لأن ذلك يعطيهم الاحساس أنهم أجانب. والواقع أن الأمر كذلك ولكن السلطات الاسبانية تريد ترسيخ واقع الاحتلال بواسطة بعض القوانين. وإذا كانت سلطات سبتةالمحتلة تريد بهذا المنحى إضفاء طابع الاحتلال على كل مكونات المدينة فإن المغرب لا يعترف بإسبانية مغاربة سبتةالمحتلة لأن الأرض ومن عليها مغربي والمغرب مافتئ يطالب باسترجاع مدينتيه المحتلتين سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما.