عبّر ممثلون عن الجالية المغربية في بلجيكا عن قلقهم إزاء انتشار المذهب الشيعي بين بعض أبنائهم الذين يتبعون تقليديا المذهب السني المالكي. وجاء هذا تزامنا مع تحذير أصدره أخيرا عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، من أن أربعة مساجد كبيرة للجالية المغربية في العاصمة البلجيكية بروكسل أصبحت تتبع المذهب الشيعي. ويتحدث ممثلون عن الجالية المسلمة في بلجيكا خصوصا عن انتشار جمعيات ومراكز شيعية وتنظيمها أنشطة دعوية متنوعة خصوصا خلال شهر رمضان ونهاية كل أسبوع. وأكد مغربي يرأس الهيئة التي تمثل مسلمي بلجيكا تنظيم لقاءات للشبان المغاربة في بروكسل بهدف إقناعهم بالمذهب الشيعي. وقال نور الدين الطويل أمين الهيئة التنفيذية للمسلمين في بلجيكا، إن المشكلة تتمثل في أن بعض أبناء الجالية لا يعرف العلم الشرعي ولا المعلومات الخاصة بالدين الإسلامي وبالتالي يتأثرون بالمذهب الشيعي. وشدد على ضرورة قيام الآباء بتوعية أبنائهم بخصوص هذا الأمر. ويتحدث الطويل أيضا عن انتقال هذا التأثير «الشيعي» من بلجيكا إلى المغرب قائلا: “هناك أعداد غير قليلة من المغاربة اتبعوا المذهب الشيعي في بروكسل وينشرون هذا في المغرب، وأستطيع أن أقول لك إن التشييع ينطلق من بلجيكا إلى المغرب والتطرف ينطلق من بلجيكا إلى المغرب”. ولدى سؤاله عن الجهات التي تقف وراء نشر التشيع بين مغاربة بلجيكا يقول: “لا أستطيع أن أحدد لك بالضبط من يقف وراء ذلك. بالطبع هناك مصادر خارجية تحرص على تقديم المساعدة والدعم لنشر التشييع في أوروبا وفي المغرب”. ولدى سؤاله عن عدد المساجد التي يتردد عليها المغاربة وصارت شيعية قال: “لا أعلم بالتحديد إن كان العدد أربعة أو أقل، لكن الهيئة التنفيذية فيها أعضاء من الشيعة، وهم من المسلمين، والهيئة تمثل جميع المسلمين». وفي رده على سؤال حول وجود نقاش أو حوار مع ممثلي الشيعة داخل الهيئة حول محاولات تشييع المغاربة قال الطويل: “أبلغناهم أننا لا نقبل أن ينشروا مذهبهم في أوساط أبنائنا أو أن تكون لديهم خطط حول هذا الصدد. هم يستخدمون قصصا عاطفية يتأثر بها من لا يملكون خلفية دينية، وتتركز تلك القصص العاطفية حول أهل البيت”. لكن هناك ممثلين للجالية يهونون ممن الأمر، فسعيد مادوشي، وهو مغربي يرأس “اتحاد المساجد في منطقة فلاندرا” ومقره أنتويرب البلجيكية، يقول: “لا أعتقد أن المذهب الشيعي في تزايد، بل في تناقص، ولا يوجد لهم صوت في أنتويرب بعد أن كان لهم في وقت سابق ظهور في الجزء الفلاماني” من البلاد. وهناك جدل بشأن تسمية الجمعيات التي ينشط فيها الشيعة في مدن بلجيكية مساجد. ويقول موسى كاظم، وهو من الشيعة العراقيين في أنتويرب البلجيكية، إنه لا توجد مساجد للشيعة لكن نسميها جمعيات. وأضاف: “لا يوجد مسجد للشيعة بمعنى كلمة مسجد في أنتويرب. قد يكون هناك ثلاثة أو أربعة جمعيات للشيعة في بروكسل ومسجد واحد أو اثنان على الأكثر، أحدها يُعرَف باسم مسجد الرضا، ويتردد على هذه الأماكن شيعة من جنسيات مغربية وعراقية وإيرانية ولبنانية وإيرانية”. ويتفادى غالبية المغاربة في بروكسل الحديث حول الموضوع بحجة أنه موضوع حساس. لكن “الشرق الأوسط” التقت شبانا مغاربة في مقهى بالعاصمة البلجيكية قال أحدهم: “إن التشيع أصبح ظاهرة طبيعية في بلجيكا وبخاصة في صفوف المغاربة”، مضيفا أن “هناك أموالا ومزايا تقدم من أيادٍ خفية” في إطار نشر التشيع. ورفض الإفصاح عن طبيعة هذه المزايا. يشير المتحدث نفسه إلى أن غالبية الشبان المغاربة لا يعلمون عن التشيع شيئا سوى اللحية والمظاهر إضافة إلى أمور سياسية مثل العداء بين إيران وأميركا والحرب التي شهدتها لبنان قبل عامين بين حزب الله وإسرائيل. ولم تتمكن “الشرق الأوسط” من إجراء لقاءات مع مغاربة شيعة أو الحصول على تصريحات من مسؤولين عن المساجد التي توصف بأنها شيعية. لكنها التقت شابا مغربيا فضّل الإشارة إلى اسمه بحرفي “ر.أ”، وقال إنه حصل من مسجد يتردد عليه الشيعة، على معلومات ووثائق تشير إلى أن الشيعة في بلجيكا من جنسيات مختلفة مثل المغرب والعراق وإيران ولبنان، وأن عددهم يزيد عن 25 ألف شخص. وكانت صحيفة إلكترونية بلجيكية تُدعى “إيرفيان”، قالت إن العاصمة بروكسل تعد المدينة الأولى من حيث النشاط “الدعوي” الشيعي ببلجيكا، وينشط بها لتحقيق هذه الغاية عدد من الجمعيات والمراكز الشيعية منها المركز الإسلامي الثقافي الشيعي أهل البيت، ومكتبة بيروت، وجمعية الهادي المغربية. وتضيف أن هناك مساجد خاصة بالشيعة ضمنها مسجد خاص بالأتراك الشيعة ويتردد عليه الكثير من المغاربة ( الشرق الأوسط اللندنية)