في إطار الجهود المتواصلة من أجل استرجاع جثمان الفقيد إلياس مزياني، الشاب الذي لقي حتفه على الحدود اليونانية – المقدونية عن عمر لا يتجاوز 19 سنة، بفعل صعقة كهربائية إثر محاولته الهجرة لأوربا عبر تركيا، منذ ما يقارب الثلاثة أشهر، ومن خلال الحملة الإلكترونية (الفيسبوكية) التي أطلقها مجموعة من فعاليات المجتمع المدني في الناظور وتبناها جل ساكنة الريف وعدد من الفاعلين على الصعيد الوطني وكذلك شريحة واسعة من الإخوة المغاربة المقيمين خارج أرض الوطن من جميع أنحاء العالم دون أن ننسى عدد من الأجانب المتعاطفين مع أسرة الضحية المطالبين من السلطات المغربية التدخل من أجل الحد من معاناة أمّ الضحية إلياس مزياني، تلك الأم المكلومة التي لا تطلب سوى قبراََ تزوره وتترحم فيه على ابنها، قبراََ تدفن فيه آلامها وحرقة فراقها لفلذة كبدها... في هذا الإطار شكل مجموعة من النشطاء وفعاليات المجتمع المدني بالناظور تنسيقية إلياس مزياني للدفاع عن ضحايا الهجرة غير الشرعية لمتابعة ملف استرجاع جثمان الفقيد والعمل على تتبع جميع الملفات ذات الصلة بظاهرة الهجرة خاصة عبر تركيا. ومن هذا المنطلق وبعد أن ربطت التنسيقية في شخص رئيسها الاتصال بعدد من المسؤولين وتلقينا وعودا وتبريرات مختلفة دون أية نتيجة على أرض الواقع، وبعد أن شاهدنا كيف تعامل المغرب مع عدة حالات مماثلة خلال السنتين الأخيرتين حيث تمكن المغرب من استرجاع جثامين الضحايا في غضون أيام معدودة، فإننا نحن تنسيقية إلياس مزياني للدفاع عن ضحايا الهجرة غير الشرعية نندد بأساليب الحكومة المغربية بالكيل بمكيالين في مثل هذه القضايا الإنسانية كما ندين أي محاولة يمكن أن تترتب للركوب على هذه القضية الإنسانية المحضة واستغلالها لأغراض شخصية أو سياسية أو انتخابية. وبناءََ على ما سبق فإن تنسيقية إلياس مزياني للدفاع عن ضحايا الهجرة غير الشرعية تؤكد على ما يلي : التعبير عن أحر التعازي وعميق المواساة لأسرة الضحية، سائلين المولىعز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه وأن يدخله فسيح جناته بإذنه تعالى وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان التأكيد على مواصلة الجهود لاسترجاع جثمان الفقيد ودفنه في مسقط رأسه، واستعداد التنسيقية خوض جميع أشكال النضال لتحقيق هذا المبتغى الأنساني تحميل كامل المسؤولية في تأخر عودة جثمان الصحية إلياس مزياني إلى مسقط رأسه لكل من مجلس الجالية المغربية بالخارج والوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون تحميل المسؤولية لكل من الحكومة المغربية في شخص رئيسها وكافة الوزراء وكذلك للسادة البرلمانيين والمستشارين عن إقليمالناظور والمنتخبين المحليين والسيد عامل الإقليم على السياسيات الفاشلة التي لم ترتقي بالوضع الاقتصادي والاجتماعي في الإقليم، الشيء الذي أدّى بعشرات الآلاف من شباب الريف، والضحية إلياس مزياني واحد منهم، إلى اتخاذ قرار الهجرة بحثا عن آفاق لتحقيق الذات في دولة قد توفر لهم بعض شروط الحياة الكريمة، كما ندين لامبالات وغياب أي متابعة من طرف هؤلاء المسؤولين وإخلالهم بواجبهم السياسي والإنساني إزاء عائلة مزياني و لو بزيارة من أجل المؤازرة و تقديم الدعم المعنوي التنديد بالتكتم الإعلامي المقصود وغير المقبول من طرف قنوات القطب العمومي في هذه القضية التي أخذت بعدا دوليا حيث أثارت مجموعة من الصحف والمنابر الإعلامية الدولية قضية الهجرة الجماعية للشباب المغاربة عبر تركيا مشيرة لمأساة إلياس مزياني، في حين نرى غياب تام وتخلف الإعلام العمومي المغربي عن تغطية هذا الموضوع الحساس