التدخلات الأمنية كشفت ارتباط مافيا تهريب الوقود الجزائري بأنشطة شبكات إجرامية أخرى عبد الحكيم اسباعي- الصباح استنفرت عناصر الدرك الملكي بالناظور عناصرها التابعة لمختلف المراكز سعيا نحو تشديد المزيد من الخناق على السيارات المخصصة لتهريب الوقود الجزائري، والمعروفة محليا ب”المقاتلات”. وفي هذا الصدد، داهمت عناصر الدرك الملكي التابعة لمركز زايو، يوم الخميس الماضي بتنسيق مع مركز سلوان، وبدعم من فرقة الأمن والتدخل منزل احد المهربين بدوار أولاد شعيب، الواقع بالنفوذ الترابي لبلدية سلوان، حيث تمكنت العناصر الأمنية على اثر هذه العملية من حجز سيارتين ذات صفائح مزورة، وما مجموعه 1500 لتر من الوقود الجزائري. ووفق معلومات حصلت عليها “الصباح”، يأتي هذا التدخل النوعي داخل الدوار المذكور، بناء على التحريات الأولية التي أجريت بشأن تورط عدد من المهربين في حادث اعتداء كان ضحيته الأسبوع الماضي احد مستعملي الطريق الوطنية الرابطة بين الناظور وبركان، إذ أكد المعني بالأمر أثناء الاستماع إلى أقواله بمركز الدرك الملكي بزايو، أن سيارتين مخصصتين لتهريب الوقود الجزائري اعترضتا سبيله ليلا أثناء عودته إلى منزل أسرته، حيث تعمد سائقاها صدمه بقوة، قبل أن يقوم مرافقاهما بتكسير واجهة سيارته الأمامية وسلبه هاتفا نقالا وجهاز تشغيل الموسيقى، لتتوارى بعد ذلك السيارتان اللتان تحملان لوحات ترقيم مزورة عن الأنظار تحت جنح الظلام. وأفضت التحريات ذاتها إلى تحديد هوية ثلاثة أشخاص، حررت مذكرات بحث بحقهم، بينهم المدعو “ج.م”، الذي استهدفت العناصر الأمنية توقيفه أثناء المداهمة المباغتة لمقر سكناه، غير انه تمكن من الفرار بطريقة مثيرة على متن سيارة مركونة بفناء منزله، دقائق قليلة بعد تنفيذ عملية التدخل. وفي السياق ذاته، تمكنت عناصر الدرك الملكي التابعة لمركزي زايو وسلوان أخيرا في عمليات متفرقة من حجز ألف لتر من الوقود الجزائري المهرب على متن شاحنة مزودة بخزانين إضافيين، إلى جانب حجز ثلاث سيارات تحمل صفائح معدنية مزورة معدة لنفس الغرض، كما صودرت في إحدى تلك التدخلات 29 قنينة سعتها 30 لترا من احد المرائب بمركز سلوان. من جانب آخر، كشفت عدد من التدخلات الأمنية جنوحا خطيرا نحو استغلال السيارات المخصصة ظاهريا لتهريب الوقود الجزائري في عمليات تتعلق بتهريب المخدرات وتسهيل عملية تسلل المهاجرين السريين عبر المنافذ الحدودية في الجهة الشرقية قبل نقلهم نحو مدينة الناظور، فيما تشير مصادر “الصباح” بهذا الخصوص، إلى ارتباط وثيق بين مافيا التهريب وشبكات تزوير السيارات وعصابات إجرامية أخرى تحترف اعتراض سبيل المواطنين تحت التهديد بمختلف الأسلحة البيضاء. وأوضحت المصادر ذاتها، أن سلوكات المهربين المثيرة في قيادة مركباتهم بسرعة جنونية أدت إلى وقوع اعتداءات مماثلة ذهب ضحيتها عدد من مستعملي الطريق وأفراد من القوات العمومية، وفي تلك الحالات غالبا ما يعمد هؤلاء المهربون وبينهم عدد كبير من ذوي السوابق ومدمنون على المخدرات القوية وحبوب الهلوسة إلى الفرار أو إضرام النيران في سياراتهم لإتلاف معالمها أو الحمولة التي تكون على متنها.