هاجم يوم أول أمس الخميس عدد من المهربين حاجزا جمركيا في الطريق الرابطة بين سلوان وزايو، على مقربة من مقلع سوطرجان، ونجم عن الهجوم إصابة احد عناصر الجمارك بجروح نقل إثرها إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الحسني بالناظور. وذكر مصدر مطلع ل"ناظوربرس"، أن الحادث وقع ليلا حين أوقف جمركي سيارة مخصصة لتهريب الوقود الجزائري، كان سائقها متوجها نحو بلدة بني ادرار لشحن حمولة العبوات البلاستيكية التي كانت على متن السيارة. وأشار المصدر نفسه، أن السائق لما فشل في استرجاع سيارته اتصل بزملائه في نفس المهنة، فحاولوا مساومة رجال الجمارك، غير أن الأمور سرعان ما تطورت إلى تشابك بين الطرفين، ليعمد بعدها المهربون إلى رشق رجال الجمارك بالحجارة واستعمال عصا ضد احدهم، ما نتج عنه إصابته بجروح. وأعادت ملابسات هذه الحادثة، الحديث مجددا عن اعتداءات كثيرة تعرض لها عدد من رجال الجمارك في محاولتهم لاعتراض أو مطاردة سيارات تهريب الوقود الجزائري، التي تدعى محليا ب"المقاتلات"، وغالبا ما يعمد هؤلاء المهربون إلى الفرار أو إضرام النيران في سياراتهم لإتلاف معالمها أو الحمولة التي تكون على متنها، بينما ذهب عدد آخر من السائقين المهربين ضحية انقلاب "مقاتلاتهم" بعد رفضهم للامتثال لأوامر رجال الدرك أو الجمارك بالوقوف عند الحواجز. ويرجع توسع نشاط شبكات تهريب الوقود الجزائري وتوزيعه بعدد من مدن المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية بحسب المصادر إلى منتصف التسعينات، حيث صارت بلدة بني ادرار بسبب قربها من الحدود وتعدد المسالك المؤدية مركزا لتجارة الجملة في الوقود المهرب من الجزائر، إذ تأتيها الشاحنات المزودة بخزانات إضافية من مختلف مناطق المغرب لشحن الوقود الجزائري المهرب بأسعار منخفضة كثيرا عن الأسعار المعتمدة في محطات توزيع البنزين القانونية، بينما دعمت مافيا التهريب أسطولها بسيارات إضافية معدة خصيصا لشحن وتوزيع الوقود، مستفيدة في ذلك من الطلب الكبير عليه، وغض الطرف التي تقابل به تحركات تلك السيارات من قبل بعض رجال الأمن في عدد من المحاور الطرقية، سيما داخل المدار الحضري، والأمر نفسه ينطبق على عدد من سيارات تهريب السلع من مليلية باتجاه الناظور.