روى حسن الخطاب، زعيم ما يعرف بخلية "أنصار المهدي"، الذي أفرج عنه ليلة الخميس الماضي بعفو ملكي بمناسبة المسيرة الخضراء، بعد سلسلة من المراجعات قام بها رفقة المئات من معتقلي السلفية الجهادية، واقعة غريبة تكشف مدى خطورة الأفكار التي آمن بها في فترة انتمائه لتيار "الهجرة والتكفير". وقال الشيخ السلفي، في حوار مصور ، أنه أمضى 17 سنة داخل تيار الهجرة والتكفير، وكان من بين حوالي 50 شخصا كفروا الدولة والنظام واعتزلوا المجتمع بالهجرة إلى أحد جبال الناظور، "كفرنا المجتمع والدولة وهاجرنا إلى أحد جبال الناظور، بدعوى أن النظام كافر والمجتمع كافر وينبغي اعتزاله، وبدأنا في تأسيس دولة خاصة بنا هناك". وأوضح الخطاب أنه دائم المراجعات والبحث عن الحقيقة، حيث انتمى إلى تيار الهجرة والتكفير، كما أمضى فترة غير يسيرة في جماعة العدل والإحسان وكان نقيب شعبة بها. وأضاف المعتقل السابق أنه طالب علم ولا يدعي المعرفة، بل يبحث عن الحقيقة ودائم المراجعة الفكرية والسياسية. وذكر أنه لو كان المغرب سنة 2003 مثلما هو عليه الآن لما دخل السجن، "المغرب تغير كثيرا وهذا بشهادة الجميع، صحيح أننا لم نصل إلى ما نطمح إليه وإلى درجة العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم الذي تحدث عنه روسو، ولكن المغرب "تبدل بزاف"، وهذا لا ينكره أحد". التغيرات التي شهدها المغرب وأجواء الحرية التي أصبحت متوفرة فيه، بحسب الخطاب، جعلت من الصعب الجمود على أفكار معينة كنا نؤمن بها. ولخص المتحدث ذاته مجمل المراجعات التي قام بها التيار السلفي في السجون في الموقف من النظام الذي أصبحنا نؤمن بمشروعيته بعد أن كنا نعتبره كافرا ومرتدا ولا يجوز التعامل معه، فضلا عن التأصيل للأحزاب والجمعيات الحقوقية من منظور سلفي، مشددا على أن الدولة ليس لها أي دخل في المراجعات التي قام بها في السجن، "الدولة لا دخل لها ولم يصنعنا أحد ولم يمل علينا شيء، بل إننا كنا نقوم بمراجعات ومبادرات ويتم رفضها، قبل أن تنفرج الأمور بعد سنة 2011′′.