قد لا تثيرنا كثيرا بعض صور الزمن الراحل بالأبيض والأسود كحال هذه الصورة (أنظر الصورة) لرجل ريفي حجب وجهه بيديه بما لربّما كان خلال لحظات التقاط الصورة يقوم بممارسة أحد شعائر العبادة أو على احتمال الضعيف جدا ممّا يكون قد صادفه المُصوّر وهو في حالة مزرية للغاية ووضعية صعبة تبعث حالته على الكآبة والغم الشديدّين ومشاعر بالحزن والتعاسة واليأس والاكتئاب والهمّ بما تخفي حركات اليدين أهم أشكال التواصل اللالفظي عما يبرزه هاهنا من تعابير القلق على الجبهة لوهلة النظرة المعكوسة فالتقطت الصورة صدفة بيد المصور آثار الحزن وتعابير ما ارتسم على الوجه بحالة سيئة يرثى لها أو تعمّد عبر طلب مصوّره على اخفاء الوجه بتلك الطريقة لِما تقدّمه العدسة من دلالات وتأويلات خارجية من الصورة ذاتها أو رفض طواعية اظهار وجهه والهوية أمام الكاميرا خلال لحظة التصوير الضوئي وإنتاج الصورة.