يشد سليمان حوليش وكيل لائحة التراكتور لانتخابات بلدية الناظور، انتباه عدد كبير من الناظوريين هذه الايام بسبب الطريقة التي يشتغل بها مع فريقه خلال الحملة الانتخابية. حوليش، القادم و من وراءه 6 سنوات من التجربة في دهاليز السياسة و البلدية، فاجأ الجميع اولا بركوبه للتراكتور، و تصريحه المباشر بان التراكتور هو من جرى وراءه و انه ركبه بكل شروطه... ثم انتقل بسرعة الى اغلاق أبواب نبش التاريخ امام منافسيه باعترافه امام كاميرا اريفينو بمروره بتجربة السجن و الطيش أثناء شبابه. و قبل ذلك كان قد تمكن من صنع تركيبة سياسية مثيرة في لائحته، فقد اعاد اليه عائلة املاح و أحكم قبضته على مفاتيح قلعته براقة و الفيض و تمكن من استقطاب وجوه دينية كحال رئيس لجنة مسجد اولاد ابراهيم، و الاهم من هذا انه تمكن من خوض غمار معظم الحملة دون ان يعرف أكثرية الناظوريين بشكل واضح ترتيب هؤلاء داخل لائحته... و حوليش، الذي يستعد منذ فترة طويلة للانتخابات، استمر أيضا في التركيز على مميزاته لدى الرأي العام فالجميع يتذكر كيف كان يتقدم مسيرات العشرات من شباب و اطفال حي براقة بشوارع المدينة اثناء محاولته الانتخابية الاولى قبل أكثر من 10 سنوات، و اليوم يتحدث ملاحظون عن اكثر من 1000 شاب يشتغل في حملته، يتجولون في مسيرات ضخمة في شوارع و احياء المدينة يوميا... هاته المسيرات، التي جرت عليه انتقادات منافسيه من وكلاء اللوائح بين من وصفها بالغريبة و من وصفها بالغوغائية، قد لا يفهم الجميع انها الصورة التجارية لحملة حوليش "L'IMAGE DE MARQUE". و هاته المسيرات، لا تستهدف حصد الاصوات و يعرف حوليش انها و منشوراته و منشورات الآخرين على كل حال، لن تملأ صندوقا و لن تفرغه. و لكنها تستهدف، المخيال الجمعي، إن مسيرات حوليش الضخمة تستهدف في حقيقتها، اعطاء صورة للجميع انه المرشح الاكبر، ان الرسالة الحقيقية من هذه المسيرات هي منح الانطباع بأن حوليش ذو شعبية طاغية و مهما كان رد فعل من تمر من امام منزله او بجانبه، سلبيا كان او ايجابيا، فإنه يعني المزيد من كلمة "حوليش" في المقاهي و حول طاولات العشاء في المنازل و على صفحات الفيسبوك... و هذا هو الهدف!! إن حوليش، و كأنه رجل تسويق محترف، يخاطب الرأي العام بكل الطرق التي يفهمها رغم انه يركز اكثر على قلاعه الحصينة، فهو شخص ذو شعبية طاغية لمن ينبهر بالحشود، و هو شخص متدين لمن يشاهده من هذه الزاوية و هو شخص عارف مجرب يقدم وصفات و مشاريع و برنامج لمستقبل المدينة لمن يسأل عن ذلك.. كما ان عددا من سكان احياء الناظور، و كما يحكون عن مسيرات حوليش التي جابت ازقتهم الضيقة سيحكون ايضا عن الزيارات المسائية و الليلية للاسماء الاكثر هدوءا في لائحته، و الذين يقدمون في تواصلهم مع المواطنين صورة مختلفة جدا عما شاهدوه من صخب المسيرات. إن الحملة الضخمة و معها التواصل و العمل الميداني أثناءها لا يكفيان لاقناع الناس بالتصويت لطرف، و لا حتى المال و لا العلاقات العائلية و القبلية لو وجدت...إن حوليش يعرف أنها شيئ ما من مجموعة اشياء. و كأنك تركب صورة "PUZZLE"، مجموعة من القطع الصغيرة بعضها فوق بعض و على يمين و يسار بعض للحصول على الصورة الكاملة... إن حملة سليمان حوليش ليست مثالية، و هناك شرائح اجتماعية لا تستسيغ كل هذا الصخب الدعائي و قد تستفيد لوائح منافسة من هذا و هي تحاول فعلا... و لكن في اطار محاولة لفهم طريقة اشتغال حوليش، فإن آخر ما يمكن ان نصف به حملته هي "الغوغائية"، إن حملة حوليش ذكية، فهي تخاطب الفئات التي يستهدفها حوليش بالطريقة الأقرب الى فهمها أو حتى لا وعيها، لا فرق... طبعا لا داعي للتذكير، باننا في أريفينو لا ندعو للتصويت لأحد أو ضد أحد، و لكننا نحاول ان نفهم معا ما يحدث من حولنا.. في الغد سنحاول فهم حملة لائحة سعيد الرحموني... فيديو يجمع عددا من جولات حملة حولش الانتخابية