أحالت الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن بتاونات، الثلاثاء الماضي، على الوكيل العام باستئنافية فاس، امرأة في منتصف عقدها الخامس، لأجل «الضرب والجرح بالسلاح الأبيض المفضي إلى الموت»، بعد تورطها في قتل أخيها لخلاف تافه، في ثاني جريمة قتل يشهدها الإقليم في نحو شهر، بعد مقتل شاب بالرصاص بعين مديونة بسبب خلاف مع أسبقية الركوب بجانب السائق. واستمعت الشرطة إلى الأخت المتهمة التي وضعت رهن الحراسة النظرية مباشرة بعد تسليمها نفسها لمصالح الأمن، في محضر قانوني أقرت فيه بالمنسوب إليها من تهم وظروف وحيثيات وملابسات توجيهها طعنات قاتلة إلى أخيها الأصغر المتزوج والأب لأبناء، في لحظة غضب لم تقدر عواقبها، لما كانا لوحدهما بمنزل أسرتهما بحي القلايع القريب من وسط المدينة، ليلة السبت/ الأحد الماضيين. وتتضارب الروايات حسب الأسباب الحقيقية لخلاف الشقيقين اللذين كانا وحيدين بعد سفر والدتهما إلى الناظور، إذ ربطت بعض المصادر ذلك بخلاف نتج بعد دخول الأخ في حالة غير طبيعية في ساعة متأخرة من الليل، ومحاولة الاعتداء على أخته المريضة بداء السكري، فيما ربطت مصادر أخرى بين الحادث ومشاكل مستفحلة حول الإرث، ما من شأن البحث معها الكشف عنه. وتأججت شرارة الغضب بين الطرفين بعدما عمد الأخ إلى تعنيف أخته وضربها ردا على تورطها في خلافات قديمة مستفحلة بين أفراد العائلة نفسها، بعد نقاش تافه حول أسبابه ودواعيه، ما لم يرق الأخت التي وجهت ضربات إلى شقيقها قبل أن تستعين بسكين مطبخ تناولته وعاجلته بواسطته مصيبة إياه بجروح متفاوتة الخطورة نحو الثالثة صباحا، دون أن تكون لها نية الإجهاز عليه. ورغم نقل الضحية بالسرعة اللازمة إلى المستشفى الإقليمي بتاونات، وتقديم الإسعافات الضرورية له، فإنه فارق الحياة بعد ساعات قليلة من الحادث، لتنقل جثته إلى مستودع الأموات بمستشفى الغساني بفاس، لإخضاعها إلى التشريح الطبي، فيما سلمت الأخت نفسها إلى عناصر الأمن الوطني التي حضرت إلى المنزل، دون أن تبدي أي مقاومة، قبل نقلها إلى المنطقة الإقليمية للأمن بالمدينة. حميد الأبيض