كشف فشل عمليتين لتهريب المخدرات عن تكتيك جديد يستخدمه بارونات المخدرات في شمال المغرب لنقل الحشيش عبر زوارق سريعة في البحر الأبيض المتوسط. وحسب المعطيات المستقاة من بيانات الدرك الوطني الجزائري، فإن مهربي المخدرات يستغلون المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء في نقل شحنات المخدرات مقابل إيصالهم إلى الضفاف الشمالية للبحر الأبيض المتوسط.ورغم أن مثل هذا التكتيك ليس جديدا، فإذا كان بارونات المخدرات يستغلون المهاجرين السريين المغاربة في نقل المخدرات، فإن الجديد في العمليات الأخيرة هو استغلال المهاجرين الأفارقة. وأفاد بيان صادر عن جهاز الدرك الجزائري يوم الأحد الماضي، أن مصالحها بولاية عين تموشنت (غرب الجزائر) استخرجت ليلة الأحد زورقا مطاطيا من نوع زودياك طوله أربعة أمتار ونصف وعرضه متر ونصف على بعد 70 مترا عن الشاطئ بمنطقة جبلية وعرة، وانتشلت ثلاثة جثث لأشخاص مجهولي الهوية من أصول إفريقية استنادا إلى بشرتهم السوداء. ولم تنف مصادر مطلعة بإقليم الناظور أن يكون أباطرة تهريب المخدرات يستغلون المهاجرين الأفارقة الموجودين بكثرة في الإقليم، في عمليات الشحن ك”حمالة”. ومن المرجح أن السبب في ذلك يعود بالأساس، إلى تردد المهربين المغاربة المحترفين في العمل في الفترة الأخيرة نتيجة حملات السلطات المغربية ضد شبكات المخدرات بالناظور، فضلا عن التكلفة الرخيصة لمثل هذا التكتيك على مصاريف شحن المخدرات ونقلها عبر البحر المتوسط، إذ لا يكلف الحمالة “السريين” شيئا، في مقابل أن كل حمال مغربي يكلف ما يزيد عن خمسة ملايين سنتيم. وبينما تتواصل محاكمة شبكة الناظور التي أسقطت أزيد من مائة عنصر من القوات المساعدة والدرك الملكي والشرطة والجيش، فإن تهريب الحشيش من سواحل الناظور لم ينته كما كان مفترضا. وحسب بيانات الدرك الملكي وإفادات متتبعين لملف المخدرات بشمال المغرب، فقد عثر الجهاز المذكور في عملية أخرى في اليوم نفسه، على زورق نفاث من نوع (غو فاست)، بأربع محركات تعادل 1000 حصان وطوله 12 متر، المفضل لدى بارونات المخدرات بالناظور، من المرجح أن يكون قد ضل وسط البحر حتى وصل إلى السواحل الغربية للجزائر، بعدما انطلق ليلة السبت من سواحل مدينة الناظور. وفوجئ الدرك بحمولة الزورق إذ تعدت الطنين والنصف أي ما قيمته 30 مليار سنتيم من الحشيش موقعة بكتابات باللهجة الريفية. وما يزال البحث جاريا عن ثمانية مهربين كانوا على متنه، تجهل هويتهم ومصيرهم. بيان اليوم