لم يعد مشهد تكرار حوادث السير على الطريق بالناظور حدثا إستثنائيا بل أصبح أمرا عاديا وروتينيا لكثرتها وتنوّعها، ولكن الاستثنائي فيها ان بعضها يزرع الموت بشكل جماعي ويحوّل حياة بعض العائلات إلى مآسٍ كبيرة ويفتح جراحا يصعب مداواتها من شدة الألم الذي تسببه للأحياء قبل الأموات. اليوم فقط علم موقع أريفينو من مصدر طبي أن المستشفى الحسني بالناظور استقبل خمس جثث تم إيداعها بمستودع الأموات وآخرها الحادث الذي وقع بين قرية أركمان والبركانيين أودى بحياة شخصين أحدهما موظف بقيادة كبدانة،وحسب ذات المصدر فقد استقبل مستودع الأموات لذات المستشفى اليوم كذلك جثة فتاة عشرينية بعد غرقها في أحد الوديان بجماعة حاسي بركانبالناظور، توفيت في طريقها للمستشفى وفشلت محاولة إنقاذها بالإضافة لهذا فقد استقبل ذات المستودع جثتين إحداها لسيدة توفيت في حادث مروري نواحي الناظور فيما أشار ذات المصدر الطبي إلى أن العدد التقديري لعدد الجرحى فقد وصل ل 11 جريحا فقط خلال هذه الصبيحة في حوادث متفرقة وبإصابات متباينة. هذا،وفي زيارة خاطفة لموقع أريفينو لمصلحة الاستعجالات بالمستشفى الحسني بالناظور صبيحة اليوم الأربعاء عاين ضغطا محسوسا نتيجة الاقبال المتزايد للمواطنين القادمين من مناطق مختلفة للمعاينة و العلاج و الذين تندرج غالب حالاتهم في خانة المصابين في حوادث السير وحالات أخرى تتشابه في كونها إصابات ناجمة عن شجارات و مصادمات بين الاشخاص تصل حد الاعتداء بالضرب و الجرح باستعمال الايدي و الاسلحة البيضاء. المصدر الطبي كشف بهذا الخصوص أنه لم يمر يوم واحد بعد عيد الفطر دون استقبال جثث أو أشخاص مصابين بجروح على مستويات مختلفة من الجسم في حوادث متفرقة. مصدر طبي مسؤول بالمستشفى الحسني بالناظور أكد أنه تم تسجيل معدل استقبال مذ خمسة أيام وصل الى 37 حالة خطيرة استدعت إما معاينة في الطب العام إو التدخل الجراحي كما لم يفوت فرصة التحدث عن المشاكل التي تواجه الفريق الطبي و الشبه الطبي بالمصلحة و الناجم غالبا عن مرافقي المرضى و المصابين و الذين تحدث معهم صدامات بشكل يومي . موقع أريفينو خلال ذات الزيارة عاين توقف الحركة المرورية داخل وأمام بوابة مستشفى الحسني حيث ساهم كثرة الحالات التي يستقبلها وقلة مواقف السيارات في حدوث اختناق مروري هائل توقفت على إثره الحركة المرورية وشارك بعض المواطنين رجال المرور في عملية تنظيم حركة السير وفك الاختناق . عدد من المواطنين تذمروا من تكرار هذه الاختناقات المرورية التي واكبت بداية فصل الصيف حيث يجدون صعوبة كبيرة في الحصول على مكان لركن سياراتهم بالقرب من المصلحة التي يتقربون منها الأمر الذي يزيد من معاناة المريض عند نزوله ويجبره في الكثير من الأحيان على المشي مسافة طويلة للوصول إلى المصلحة وربما قد لا يصل إليها حيا. وما زاد من استياء المواطنين هو ذاك الاختناق المروري الذي يواجههم عند مدخل المستشفى بسبب تلك الطوابير الطويلة للسيارات الراغبة في الدخول للمستشفى والتي يكون أصحابها في غالب الأحيان من غير المرضى، يرغبون فقط في التجول والتنزه لا غير. الوضع بهذا المستشفى بات حرجا للغاية، بحاجة إلى التفاتة من قبل المسؤولين، وعلى رأسهم وزارة الصحة، "في ظل المطالب التي ما فتئت تتزايد من قبل عمال المستشفى" الذين يبحثون عن حقوقهم في الوقت الذي تضيعحقوق مرضى. عموما، تكفيك زيارة ولو مرة لمستشفى الحسني بالناظور للتعرف بسهولة على حجم المشكلات التي يعاني منها المرضى والأطباء على حد سواء.