التحفيز أو المكافأة لفظ يطلق على كل قول أو فعل أو إشارة تدفع الإنسان إلى الأمام، وهو من الأساليب التي يتبعها البعض لكسب الأخرين، كما يفعل المدرس مع تلاميذه، وصاحب العمل مع الموظفين، مما يجبرهم على التغلب على كثير من المعوقات التي تواجههم في عملهم . وغالبا ما يتخذ صاحب العمل من المال وسيلة لتحفيز الموظفين، لما له من بريق يلمع في عيون الكثيرين ويجعلهم يبذلون قصارا جهدهم في إنجاز مهامهم بكل تركيز وإتقان، وهو ما أكده العلماء من خلال دراسة حديثة أثبتت أن المحفزات المالية تنشط عمل مركز المكافآت في أدمغة الرجال وتبث فيهم روح التنافس من أجل الحصول علي مكاسب أو أجور عالية. وبحسب الدراسة -التي نشرتها مجلة ساينس- طلب العلماء من 38 زوجاً من الذكور عدّ نقاط ظهرت علي شاشة أمامهم، مشيرة إلي أن الذين كانت أجوبتهم صحيحة حصلوا علي جوائز مالية تتراوح ما بين 30 و 120 يورو. وتبين من المسح المغناطيسي أن الجزء الموجود في الدماغ واسمه ventralstriatum أو مركز المكافآت كان نشطاً بمقدار ما كانت الاجوبة صحيحة أو خاطئة حيث كانت كمية الدماء تتدفق أو تخف إليه تبعاً لذلك. وأوضح العلماء أنه عند النجاح في إعطاء الجواب الصحيح كانت تتدفق كمية كبيرة من الدم في هذا الجزء من الدماغ، مما يعني أن الخلايا العصبية كانت تعمل فيه بنشاط كبير. وقال الاخصائي في علم الاعصاب الدكتور بيرند ويبر لهيئة الاذاعة البريطانية، هناك منطقة معينة، ventral striatum، توجد فيها ما نسميه بمركز المكافآت ، ولاحظنا أن هذه المنطقة تنشط عندما ينهي اللاعب المهمة بنجاح، وتبين لنا أنه عندما كانت الاجوبة خاطئة تراجع تدفق الدم في هذا الجزء من الدماغ ولكنه أضاء مجدداً عند ربح المشاركين للمال. “بنسلين الفقراء”.. يزيد من تدفق الدم للدماغ وبجانب المال، هناك الكثير من الأشياء تساعد الدماغ على التركيز، منها تناول الثوم، حيث أفادت دراسة حديثة بأن الثوم يقاوم الكثير من الأمراض ويطلق عليه في عالم الأعشاب الطبية “بنسلين الفقراء”، وذلك لأنه يحتوي على الكثير من المركبات المضادة للميكروبات، وهو من العلاجات الواعدة لمعالجة سرطان الجهاز الهضمي، كما أنه يزيد من تدفق الدم إلى الدماغ. وأوضحت الدراسة أن الثوم يستخرج منه مادة اكليل الجبل التي تعرف ب “روزماري” وهي شديدة الفعالية في مقاومة الأكسدة، كما تضاعف أوراق إكليل الجبل في زيادة تدفق الدم إلى الدماغ، وهو ما يعطي النبات شهرته بأنه وسيلة فعالة لتنشيط الذاكرة، ويحتوي النبات المتوسطي على مكونات وخصائص مضادة للالتهابات، كما أنه يعزز جهاز المناعة وهو مصدر جيد للحديد والكالسيوم والبوتاسيوم. ونوم القيلولة .. أيضا وفي نفس السياق، كشفت نتائج دراسة حديثة أن القيلولة تساعد الجسم علي استعادة نشاطه وتحفز الدماع علي العمل أكثر من تناول الكافيين. وأوضح باحثون استراليون أن النوم لعشرين دقيقة بعد الظهر يعيد للجسم نشاطه ويساعد الدماغ علي التركيز أكثر. وبحسب الدراسة التي نوقشت في المؤتمر العالمي للنوم في كايرنز وشملت 14 شخصاً ممن ينامون جيداً ، فإن القيلولة لحوالي عشرين دقيقة بعد الظهر أفضل من تناول كوب من القهوة أو المنبهات الأخري. وهناك أنشطة يمكن أن تساعد المسنين في الحفاظ على ذاكرتهم ومنع تدهورها مع تقدم السن، ومن بينها الكلمات المتقاطعة وتعلم لغة اجنبية. وقال الدكتور فولف اوزفالد الذي قاد فريق بحث في فقدان الذاكرة في جامعة ارلانن نورنبرج إن تدريب الذاكرة امر ضروري لان كلا منا سوف يصاب الزهايمر اذا طال عمره، والمصابون بفقدان الذاكرة لا يمكنهم ان يعتنوا بأنفسهم والتدريب يساعد على الاعتماد على النفس يمكن ان يساعد هؤلاء في التعامل مع هذا الوضع الحرج. وليس هناك ابحاث قاطعة تثبت ان مثل هذه الانشطة يمكنها ان تمنع فقدان الذاكرة، الا انها على اي حال يمكن ان توقف تدهور العمليات الذهنية المرتبط بكبر السن. أما التركيز .. فلا يتأثر مع التقدم بالعمر كشفت دراسة حديثة أن باستطاعة الدماغ التركيز علي أمور مثل الكتابة أو القراءة حتي في أجواء الصخب والضوضاء، وأن التقدم في العمر لا يحرم الإنسان من هذه الميزة. وأوضح الدكتور بول لوريانتي من المركز الطبي في جامعة وايك فورست المعمدانية في ونستون سالم بولاية نورث كارولاينا أن الدراسة تتم بنوعين من الانتباه، الأول إرادي، والآخر لا إرادي . وأضاف لوريانتي: “بإمكانك مثلاً تجاهل صوت التلفزيون عندما تقرأ الصحيفة، ولكنك تفقد التركيز فور انطلاق جرس إنذار الحريق في المنزل” . وقام لوريانتي بقياس قوة الانتباه الإرادي واللاإرادي علي 48 شخصاً بعد تقسيمهم إلي مجموعتين تتراوح أعمار الأولي ما بين 18 و 38 عاماً والثانية ما بين 65 و 90 عاماً.