لا شك ان الإنسان المسلم يحتاج في صلاته إلى مكان مناسب يخلو فيه مع خالقه ...والمسجد هو ذاك المكان المفضل لتأدية هذه الصلاة حيث يحتاج المصلي إلى حالة من الاطمئنان والراحة والسكينة . ولكن و بسبب ضيق بعض هذه المساجد عن استيعاب المصلّين وخاصة أيام الجمعة وخلال شهر رمضان يضطر الكثيرون احيانا إلى تدبر أمرهم لأداء الصلاة باللجؤ إلى افتراش الشوارع وبعض الساحات المجاورة لأداء الصلاة . كما الحال في بلدية بيرشم-سانت أغاثا، ببروكسل حيث يضطر العشرات من المصلين إقامة الصلاة في الشارع بين الأرصفة والممرات يفترشون السجاد لأداء هذه الصلاة. ولكن الجميل والملفت في الامر داخل هذه المقاطعة ولضمان السلامة في الشارع ، وفي مبادرة جميلة وفريدة من نوعه قررت الشرطة أن تغلق ذات الشارع أمام حركة المرور كل يوم جمعة ولمدة ساعة لضمان السير العادي لمراسيم الصلاة. وهي مبادرة مؤطرة من قبل رئيس البلدية والشرطة المحلية، حتى لا يؤدي ذلك الى عرقلة المرور والسير و حتى يتسنى للناس أداة الصلاة في "أمان". " سنغلق الشارع مرة واحدة في الأسبوع لمدة ساعة واحدة... من خلال هذه المبادرة، جاءتنا ردود فعل إيجابية جدا من المجتمع الإسلامي...وثمة علاقة أخرى من الثقة وُلدت "، يقول باتريك موتمانس مفتش مقاطعة بيرشم-سانت أغاثا. هي مبادرة تُحسب لرئيس البلدية والشرطة المحلية والسلطات البلجيكية التي ينتظر منهم المسلمون بالمقاطعة الاستمرارية في نهج الإصلاح، وتصحيح ما يتطلب التصحيح والاستدراك . وهوالامر الذي يعيد بالمقابل الى الاذهان الحظر الذي أعلنته وتعلنه السلطات الفرنسية لأداء الصلاة في الشوارع . وللإشارة فمقاطعة بيرشم-سانت أغاثا ليست الاولى ولا الاخيرة التي تشهد مثل هذا الوضع فهناك العديد من الساحات المجاورة للكثير من المساجد وفي اماكن أخرى كثيرة تشهد نفس الازدحام ويضطر أكثر المصلين إقامة الصلاة في الشارع بين الأرصفة والممرات يفترشون السجاد والبعض يفترش أي شي لأداء هذه الصلاة وفي غياب أدنى شروط الامان والسلامة. و لسان حالهم يقول انه ورغم ان الصلاة في الشوارع لا تليق بكرامة المؤمن، لكن المؤمن يضطر إليها احيانا بسبب نقص أماكن العبادة .