يبدو أن أزمة التموين التي تعيشها الجارة الشرقية في المواد النفطية منذ أسبوعين قد أثرت بشكل واضح على أسعار المحروقات التي ينقلها المهربون (الحلابة) من محطات الوقود إلى الحدود لتهريبها إلى التراب المغربي. ففي ظرف أسبوعين، ارتفعت أسعار البنزين المهرب بحوالي 45 درهما للصفيحة من سعة 30 لترا بالناظور و مدن الشرق. مصدر متابع لحركة التهريب كشف أنه بالإضافة إلى أزمة التموين التي عرفتها الجزائر وما تزال تشهدها عدد من الولاياتالجزائرية، وما ترتب عن ذلك من شح في المواد النفطية بالمحطات واشتداد المراقبة عليها لمنع التهريب، نفذت السلطات طوال الأيام الماضية حملات واسعة لمنع التهريب. في هذا السياق، نقلت وكالة الأنباء الجزائرية أن أفراد حرس الحدود لباب العسة بالقطاع العمليّاتي لتلمسان (غرب) تمكنت في 24 أبريل الجاري من حجز أربع سيارات دون ترقيم و3000 لتر من الوقود كانت معدة للتهريب، وتبقى العملية الأكبر هي تلك التي قادها الدرك الوطني لوهران وأفراد حرس الحدود لباب العسة (تلمسان)، التي أسفرت، وفق نفس المصدر، عن حجز 9360 لترا من المحروقات. ورغم الارتفاع الملحوظ في أسعار الوقود المهربة، خاصة البنزين، فإن العاملين في المجال يتوقع أغلبهم عودة الأسعار إلى ما كانت عليه في السابق، بعد تحسن أداء مستوى قطاع التكرير بالجزائر خلال الأيام المقبلة. تجدر الإشارة إلى أن أسعار المحروقات المهربة عرفت خلال السنتين الماضيتين تقلبات كبيرة نتيجة إجراءات التغيرات التي طرأت على الشريط الحدودي مع الجزائر، التي بدأتها الجارة الشرقية سنة 2013 بحفر الخنادق لتشهد السنة الماضية (2014) ارتفاعات حادة في أسعار المحروقات المهربة فاقت في بعض الأحيان أسعارها أسعار المحروقات المغربية.